أقامت بلدية سيدي امحمد مساء يوم الإثنين حفلا تكريميا على شرف الفنان العاصمي عبد المجيد مسكود، وذلك ضمن فعاليات »برنوس سيدي امحمد« التي تنظمها ذات البلدية، وتتدرج ضمن فعاليات عديدة، هادفة جعلت من هذه البلدية التي يترأسها السيد مختار بوروينة تتفرد عن باقي البلديات في هذا المجال، كيف لا والفعاليات تشمل إلى جانب المجال الثقافي والفني المجال الإجتماعي؟ يحضر حفل التكريم العديد من الضيوف غصت بهم قاعة المداولات للمجلس الشعبي البلدي، يمثلون عينات من قطاعات الثقافية والرياضية والفن، والمجتمع المدني، وكذا بعض أعيان هذا الحي الشعبي العتيق إلى جانب أسرة الفنان الذي استحسن وإياها هذه المبادرة الطيبة إلى درجة التأثر الذي كان باديا على وجه الفنان خلال نبراته وهو يرتجل كلمات التي ألقاها بالمناسبة: السيد مختار بوروية في كلمته للحضور، قال »بأن برنوس سيدي امحمد هو واحد من ضمن الفعاليات الثقافية التي تشرف عليها بلديتنا على غرار الريشة الذهبية والأم الجزائرية، وجائزة سيدي امحمد للقرآن الكريم، وأنشطة أخرى نهدف من خلالها إلى مد جسور التواصل بين الفعل الثقافي الجواري مع من إنطلقوا منه نحو أفاق أكثر رحبة ووجودية للذات«. وعرّف رئيس المجلس الشعبي البلدي سيدي امحمد البرنوس بقوله »أنه يرتبط بمحور ثقافي قوامه الكلمة واللحن والموسيقى، عناصر يحركها فنانون ذاع صيتهم وطنيا لكن أثار خطواتهم الأولى كان منبعها تراب بلدية سيدي امحمد ذاع صيتهم وطنيا لكنهم ظلوا لصيقين ببلدية سيدي امحمد مقر سكناهم، ومكان تجمعهم. ببساطة الفنان الملتصق بيوميات الجار وأهل الحومة والأصحاب، الأمر الذي أهلهم قوة التعبير ومصداقية الأداء وجزائرية الروح«. وقال عن اختيار هذه الشخصية الفنية الوطنية في مجال الفن الشعبي لتكريمها في إحتفالية »برنوس سيدي امحمد، بأنه تم بإجماع منذ الوهلة الأولى، وهو ثالث فنان يكرم في هذا الإطار ضمن هذه المبادرة الطيبة والقيمة في ذات الوقت بعد الملحن شريف قرطبي، ملحن قصيدة من أجلك عشنا يا وطني والممثل المسرحي المعروف امحمد بن قطاف، ضمن قائمة نسأل اللّه عزّ وجل أن يوفقنا في إلباسها البرنوس وتكريمها من قبل البلدية كمجموعة محلية«. واعتبر بأن الإجماع الحاصل حول إختيار عبد المجيد مسكود لتكريمه كان بالإجماع وليد تقدير مسجل عن الشخص في فعالية تعمل على التنوية وتقدير من يعملون لأحياء تراثيا الفني وأصالتنا .. حافظوا على تراث الأباء والأجداد وترقيتة وغرسه في نفوس الشبان تأكيدا للتوابث ومحافظة على الهوية « ونوّه بالفنان مسكود وبإسهامه في الترويج للأغنية الشعبية في الجزائر وخارجها، وترقيتها، مؤكدا في هذا السياق بأن عبد المجيد هو واحد من الفنانين الذين أعطوا للأغنية الشعبية قوتها وتجددها حتى أضحت فنا جزائريا فرض وجوده في كل مناطق الوطن، وحيث يحفظ الكثير من الجزائريين والجزائريات قصائده وأغانيه في مقدمتها »الجزائر يالعاصمة« التي إنتشرت وباتت عنوانا لشهرة الفنان ، كيف لا وهذه القصيدة الرائعة تحمل عنوان عاصمة الجزائر التي تغنى بها وغنى لها، عاصمة القيم والتقاليد والروح الجزائرية الخالصة التي لم تستطع مظاهر التمدد الإستعماري محوها أو طمس معالمها. وخلص إلى القول بأن التذكير بها ولو في شكل رثاء نسبي في القصيدة الأغنية كان بدافع إيقاظ الضمائر لتجديد العزم وإعطاء مزغنة رونقها الجزائري الصاقي. وتوقف السيد مختار بوروينة عند محطات الفنان في طفولته وشبابه خلال مساره الدراسي والنظالي عندما كان عنصرا نشطا في صفوف الكشافة الجزائرية الإسلامية بفوج الإخلاص، والمهني وبداياته مع الفن الرابع عندما كان يمارس التمثيل في المسرح الهاوي ليصبح اليوم فنانا مشهورا محبوبا بعد أن كان مغمورا، أهلا للتكريم والتقدير والتبجيل، وارتداء البرنوس الذي ألبسته البلدية بكل قناعة وافتخار. واستلهمنا منه نحن معالم الأصالة الضاربة لجذور تاريخنا في عمق قيمنا الإسلامية العربية الأمازيغية، من هنا جاءت التسمية على درب تواصل الأجيال وبرمز جزائري أصيل يلبسه الإجماع للرجل الشهم. وفعلا فقد ألبس مسكود الإنسان الفنان البونوس في جو من الحبور ووسط حضور قوي متميز لما يقدمه عبد المجيد من فن راقي وأداء رائع يمتع به كل مستمع. وإذا كان هذا الفنان الشعبي الأصيل، أصالة الجزائر وعاصمتها بالخصوص يستحق كل من التقدير والإعجاب، فإن بلدية سيدي امحمد متمثلة في مجلسها الشعبي البلدي بالخصوص جديرة بالتنويه والثناء على مثل هذه المبادرة الطيبة. ------------------------------------------------------------------------