يعتبر سد سوبلة الواقع على حدود ولاية سطيف مع ولاية المسيلة المخرج الوحيد لأزمة ندرة مياه الشرب والسقي عبر البلديات الخمسة التابعة لدائرة مقرة، إلا أن الأشغال به ما تزال توحي بعدم استكمال انجازه لسنوات أخرى على الرغم من التعليمات التي أعطاها وزير الموارد المائية خلال زيارته الأخيرة. عرف سد سوبلة الذي من المفروض أن يزود خمس بلديات كاملة على غرار أحياء بلدية مقرة وبلعايبة وبرهوم وعين الخضراء والدهاهنة. تأخرا كبيرا في الانجاز فاق الأربعة سنوات كاملة لعدة أسباب تارة في رفض السكان الترحيل من سكناتهم إلى سكنات أخرى تمّ انجازها لم تكن لائقة حسب السكان ورفض التعويضات المالية التي منحت لهم في إطار تعويضهم عن سكناتهم وأراضيهم الفلاحية التي يستغلونها، وتارة أخرى إلى كثرة الدراسات وغياب التنفيذ، حيث كان من المفروض ملء السد خلال شهر افريل الماضي من السنة الجارية وانطلاق في عملية التوزيع خلال شهر ماي الحالي، إلا أن هذا ما يزال بعيد المنال حسب نسبة الانجاز التي تتطلب سنوات لاستكمالها بشكل كلي، خاصة وأن السدّ يعتبر حسب العارفين بقطاع الري الأداة الوحيدة والهامة لاستقطاب المياه السطحية للآبار العميقة التي فاق عددها أكثر من 7000 بئر توشك كلها في الوقت الحالي على الجفاف في ظلّ غياب الأمطار لسنوات طوال وهو ما فرض على السكان إلى اللجوء للتزود بالماء الشرب عن طريق الصهاريج حتى من تراب ولايات أخرى،ومن جانبه أمر الوالي في إحدى زيارته لمنطقة مقرة أمر المسؤولين بالترحيل العاجل للقاطنين في حوض السد والبالغ عددهم 60 عائلة للسكنات التي انتهت الأشغال بها، خاصة وأن الدولة خصصت ما يقدر ب 104 كحصة سكنية للسكان و98 وحدة سكنية كسكنات ريفية مجمعة للسكان. وتعتبر الفلاحة هي الغائب الأكبر بعد أن استبشر سكان المنطقة خيرا على اثر قرار إنشاء محيطات فلاحية وتوزيع ما يقدر ب 167 قطعة أرضية على فلاحين منطقة المطار المحاذية للسد من قبل قصد استغلالها وتثبيت السكان بمناطقهم والقضاء على ما يعرف بنزوح السكان إلى المدن، إلا أن المشروع لم يكتمل بعدم استكمال انجاز سد سوبلة الذي يعتبر المزود الرئيسي لمياه السقي الذي كان من المفروض أن يسقي 10 هكتار من الأراضي الفلاحية المنتشرة عبر تراب الدائرة ككل، وخاصة وبحسب فلاحي المنطقة فإن العجز المتعلق بمياه الري يقدر بأكثر من 15000 متر مكعب من مياه السقي يوميا، فلاحو المنطقة منهم من ترك الأرض والتحق بأشغال أخرى والبعض الآخر منهم ما يزال يكافح في خدمة الأرض أملا منه أن تتخذ السلطات المعنية قرارات صارمة لاستكمال انجاز السد في اقرب الآجال، خاصة وأن مهنة الفلاحة تعتبر وسيلة الرزق الوحيدة لدى العديد منهم، وفي هذا الشأن يناشد سكان البلديات الخمس السلطات التدخل العاجل من أجل استعجال تكملة السد في اقرب الآجال خاصة وأن معانات نقص تزود السكان بالمياه بدأت تظهر جليا في ظلّ دخول فصل الصيف وقرب حلول شهر رمضان الكريم.