يعاني العشرات من الفلاحين والموالين بالمسيلة العديد من المشاكل والعراقيل الإدارية التي حالت دون خدمة أرضهم، حيث فضل العديد منهم النزوح إلى المناطق الحضرية، وكذا نقل المواشي بالنسبة للموالين إلى ولايات أخرى على غرار سطيف، حنشلة، أم البواقي وغيرها، ولعل من أهم المشاكل التي تعترض الفلاحين ومربي الماشية، هو عدم توفر مياه السقي وتوريد المواشي، وخاصة أن العديد من الفلاحين بعدة مناطق فلاحية بامتياز ما يزالون وإلى غاية اليوم يتخبطون في مشكلة انعدام المياه لمواشيهم ومزروعاتهم، وهو حال منطقة المعذر وبن زوه ومنطقة مسيف الرعوية التي تعاني من ندرة حادة في المياه، وكذا الدهاهنة التي ناشد فلاحوها المسؤولين قصد إعادة تأهيل سد بونصرون الذي انهار منذ عدة سنوات، مخلفا ورائهم أراض بورا كانت في ما مضى تزخر بشتى أنواع الخيرات وترك الفلاحة، إلا لمن له نفس طويل وما يزال يكابد من اجل الاستمرار في خدمة الأرض. ويعد مشكل غياب الكلأ وغلاء التبن والأعلاف مشكلا آخر يؤرق موالي بلدية مقرة، حيث تعرف المناطق الرعوية بالمنطقة حالة جفاف غير مسبوقة مقابل غلاء للأعلاف زاده التخفيض في الوزن المقدم للشاة الواحدة من الشعير المدعم عبر ولاية المسيلة، حيث منحت هذه المرة 15 كلغ فقط للشاة الواحدة وهو ما لم يتقبله الموالون، إضافة إلى سعر 1750دج للقنطار، مطالبين بخفض القيمة إلى 1500 دج فقط كباقي ولايات الوطن، حسبهم، حيث دفع غلاء الأعلاف العديد من المربين للتخلي عن تربية المواشي وترك الفلاحة، كما طالب فلاحو الدهاهنة ومقرة وعين الخضراء بضرورة الإسراع باستكمال مشروع سد سوبلة، والذي من شأنه حسبهم أن يزيد من كمية المياه في الآبار التي جفت في الوقت الحالي، ومن جانبها المنظمة الوطنية لتطوير الفلاحة مكتب المسيلة أكدت في بيانها السنوي للسنة المنقضية أن سبب تراجع المردود الفلاحي وتراجع عدد رؤوس المواشي والأغنام هو الجفاف وارتفاع أسعار الأعلاف وندرتها، وهو ما ساهم وبشكل كبير في تراجع المربين وتراجع عدد روس الأبقار التي أصبحت، حسب ذات البيان، تباع في السوق الموازية خاصة وأن المستفردين منها تحصلوا عليها عن طريق لونساج أو لاكناك بدون حسيب أو رقيب، وهذا من قبل المؤسسات الموزعة، وخاصة أن الدولة قد اشترتها بالعملة الصعبة وبالملايير. وذكر البيان بخصوص التنمية المحلية أنها معطلة بسبب اللجان المحلية للفلاحة، يضيف نص البيان، أن الفلاحين يعانون عدة مشاكل حرمتهم من ممارس النشاط الفلاحي، على غرار غياب الكهرباء الريفية وغيرها من الضروريات لممارسة النشاط الفلاحي، وأما بخصوص قطاع الغابات فإنه عرف تراجعا كبيرا لقلة الاهتمام به، كما أن الولاية تنقصها عدة مشاريع على غرار انعدام السدود، وهو ما أسهم في ضياع كميات كبيرة من مياه الأمطار سدى. وعن تربية الإبل، فقد عرف تراجعا كبيرا جراء نقص المنطقة الرعوية بسبب اقتلاع الرمال بكل من مسيف والمعاريف وبوسعادة، كما يشتكي فلاحو بلدية عين الخضراء الواقعة في الجنوب الشرقي للولاية مشكلة المياه الملوثة الناتجة عن مصب قنوات الصرف الصحي المتأتية من بلديات مقرة وبرهوم والدهاهنة، والتي وعد والي الولاية محمد بوسماحة بإنجاز محطات تصفية للمياه قنوات الصرف الصحي. وفي انتظار تجسيد المشروع يبقى فلاحوا عين الخضراء المشهورة بإنتاج مختلف الخضراوات والفواكه على أمل أن يجسد المشروع في أقرب الآجال ليتسنى لهم مواصلة خدمة الأرض التي تعتبر مصدر رزق المئات من العائلات.