محاربة الإرهاب والجريمة يجب أن يرافقها عمل يعالج الأسباب أكد الوزير الأول عبد المالك سلال، أن محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للأوطان تستلزم جهدا حازما ومستمرا وجب أن يرافقه عمل كبير تعالج من خلاله مختلف أسباب تفاقمها، كالجهل ومختلف المتطلبات الاجتماعية، داعيا ممثلي أمن دول القارة السمراء إلى وضع سياسات صادقة للمصالحة الوطنية تجمع الشعوب وتبعد الحقد والكراهية باعتبارها الخيار الناجح الذي مرت به الجزائر والتي باتت تنعم بفضله منذ سنوات بالأمن والاستقرار. افتتح الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس، بفندق الأوراسي بالجزائر العاصمة، أشغال الاجتماع الأول لآلية التعاون الشرطي الإفريقي “افريبول “، بحضور رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسي فقي محمد، وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي، وزير الخارجية والتعاون الدولي رمضان لعمامرة وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، وزير العدل حافظ الأختام طيب لوح، وكذا محافظ السلم والأمن للإتحاد الإفريقي إسماعيل شرقي وممثل عن منظمة الانتربول بمشاركة قادة الشرطة والأمن لحوالي 40 دولة من القارة السمراء فضلا عن وفود أمنية رفيعة المستوى . عبد المالك سلال حرص على التأكيد على دور الجزائر ممثلة في رئيسها عبد العزيز بوتفليقة ومساهمتها في تعزيز التعاون الأمني الإفريقي وتطوير وازدهار الشعوب، الذي لن يتحقق حسبه دون توفير الأمن والتصدي لمختلف التهديدات الراهنة التي تعيشها القارة اليوم، مشيرا في هذا السياق إلى أن تحقيق الأمن الإفريقي المشترك الذي تنشده الشعوب الإفريقية، يتطلب إيلاء الأهمية اللازمة لأجهزة الشرطة في دولنا، بزيادة فعاليتها وجاهزيتها لمواكبة التحولات الداخلية والخارجية والتعامل معها بكل احترافية. ومن هذا الباب دعا سلال أعضاء المؤتمر، إلى فتح أبواب النقاش حول جل الآفات التي تعيشها القارة السمراء وإدراجها في جدول أعمالها لأهميتها البالغة في الوقت الراهن وما تشكله من تهديدات على ازدهار شعوب إفريقيا كالتعاون في مكافحة الإرهاب، الجريمة العابرة للأوطان،....وغيرها وذلك من خلال يضيف سلال قائلا – تطوير أساليب التعاون لمكافحتها والتركيز على العمل المشترك مع اتخاذ كل الإجراءات الملموسة والفعالة بشأنها ووضع مختلف القرارات الخاصة بها حيز التنفيذ. و أشار المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي، في كلمته إلى أن هذا الاجتماع، ينعقد في ظل تحولات عميقة وتحديات أمنية كبيرة يشهدها العالم حيث أضاف في هذا الصدد قائلا “إنه وفي كل أنحاء العالم نسجل تفاقم آفة الإرهاب وتحالفها مع المتاجرين بالمخدرات والأسلحة والبشر ومحترفي الجريمة الالكترونية وتبييض الأموال”، وهو ما يقتضى مواجهتها بمضاعفة الجهود من قبل أجهزة شرطة مختلف الدول من خلال مواكبة كل المستجدات والتطورات”. واستطرد الوزير الأول يقول –« هذا الخطر الكوني والتهديد المنظم والمتعدد الأوجه لأمننا يفرض العمل المشترك والتعاون والتنسيق بين أجهزة الأمن الدولية وانخراط المجتمع الدولي في هذا الجهد”. ناشد سلال ممثلي وقادات الشرطة وأمن مختلف الدول المشاركة، بضرورة التعاون والتنسيق الفاعلين وتبادل المعلومات والمعطيات لمنع تسلل مختلف أنواع الجرائم بما فيها الجريمة المنظمة العابرة للأوطان مع الحرص على مواصلة العمل المشترك وتعزيزه أكثر نظرا للخطر الذي تواجهه في ظل انتشار هذه الجرائم. وعرج سلال على القرار الأخير للقادة الأفارقة بتزكية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي أفنى عمره من أجل استقلال القارة ووحدتها، منسقا قاريا لمكافحة الإرهاب هي إشادة أخرى بتجربة الجزائر وأدائها في تفكيك الفتن الإفريقية وإخماد بؤر التوتر باعتماد الحوار والبحث المستمر عن التوافق. وذكر سلال بتجربة الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب ومختلف أشكال الجريمة المرتبطة ودورها الفعال في تغليب الحلول الجذرية للأزمات ونزع الغطاء الديني أو العرقي عن الإرهابيين وتجفيف التمويل ومواجهة مغذيات التطرف سياسيا وعلميا وإعلاميا”. وفي الأخير أكد سلال “ أن هذا اللقاء يعكس عزم والتزام الحكومات الإفريقية والمؤسسات الشرطية على ترسيخ التعاون ومواجهة التحديات التي تقف أمامنا لاسيما الجريمة العابرة للاوطن”، معربا عن أمله في أن تكون الأشغال عملية تساهم في تفعيل آلية الافريبول في كل بلدان القارة بما يعزز التعاون الشرطي الإفريقي ويساهم في السلم العالمي.