وقفة عرفان للشيخ أحمد توفيق المدني مؤسس مدرسة الأرشيف أبرز المدير العام للمركز الوطني للأرشيف الجزائري عبد المجيد شيخي، أهمية الأرشيف في تكوين الفرد الصالح، كونه ذاكرة الأمة، مؤكدا أنه لا يمكن تكوين المواطن الصالح إلا بالرجوع إلى ما كتبه عظماء الجزائر وناضلوا من أجله، كي نتطلع للمستقبل، داعيا المسؤولين والإدارات إلى الاهتمام بالأرشيف. تماشيا مع ما يتطلبه بناء الوعي بالأهمية البالغة التي يكتسيها تنظيم الأرشيف، وبمناسبة اليوم العالمي للأرشيف الذي يصادف تاريخ 9 جوان من كل سنة، نظم المركز الوطني للأرشيف الجزائري أمس وقفة احترام وتقدير للقائمين على الأرشيف عرفانا بجهودهم المبذولة من أجل إحياء تراث الإنسانية وتبليغه، وخاصة الشيخ أحمد توفيق المدني مؤسس مدرسة الأرشيف، بحضور رئيس المجلس الوطني للغة العربية وسفيري دولة تركيا وصربيا. و في هذا الصدد، شدد عبد المجيد شيخي على ضرورة اهتمام الإدارات والمسؤولين بقيمة الأرشيف في حياة الشعوب قائلا:« نحن في جو غير ملائم للاعتراف من طرف المجموعة الوطنية بقيمة الأرشيف، على مستوى الإدارات، لأنه ذاكرة الأمة وكلنا شركاء فيه”، داعيا للعمل على ترقيته ليصل إلى جميع المواطنين ويغير تصرفاتهم اليومية. وحسب المدير العام للمركز الوطني للأرشيف، فإن هذا الأخير يريد تكوين المواطن الصالح ولا يتأتى ذلك إلا بالعودة إلى ما كتبه عظماء الجزائر وناضلوا من أجله، كي نتطلع للمستقبل، وهذا ما يعمل من أجله المركز، مشيرا إلى أن المركز يواصل نشاطه التقليدي فيما يتعلق بحماية الأرشيف وجمعه ومعالجته وترميمه، وهو عمل مضني وأساسي، منوها بالمجهودات التي بذلها موظفو ومستخدمو المركز للحفاظ على الأرشيف الموجود والعمل على استرجاع ما هو بيد الغير. وفي هذه المسألة، أوضح شيخي أن العلاقات الجزائرية الفرنسية فيما يخص استرجاع الأرشيف الوطني، بحيث بدأت المطالبة بعد الاستقلال بطلب رسمي من طرف عبد العزيز بوتفليقة سنة 1964، ومنذ ذلك الوقت تحاول الجزائر إيجاد حل نظرا للإجراءات القانونية والمواقف السياسية تماطلت المسألة وبقيت معلقة، مشيرا إلى الحوار متواصل مع نظرائهم بالأرشيف الفرنسي لاسترجاع ما بقي من الأرشيف، كون هذا الأخير موزعا حسب الاختصاص والموضوع، وبالتالي تعدد الأطراف والمواقف. وبالمقابل، قال المدير العام للمركز، إنه انتهز فرصة اليوم العالمي للأرشيف لتقديم معرض مفتوح على الجمهور طيلة هذا الشهر يظهر صعوبة عمل الموظفين في الأرشيف في ظروف سيئة، يعرضهم لأمراض، بحيث يتضمن المعرض المراحل التي تمر بها عملية المحافظة على الأرشيف من جمع، ترميم، المعالجة العلمية والكيميائية وتبيض للباحثين، كما يبرز بعض نشاطات المؤسسة في الخارج. وموازاة مع ذلك، أضاف شيخي:« أردنا أن نقف وقفة تكريمية وعرفان للشيخ توفيق المدني الذي قدم لهذه المؤسسة الكثير، وخدم الجزائر لفترة طويلة، لأنه يعتبر من المؤسسين ففي السبعينات كلف بالمركز الوطني للدراسات التاريخية”، وفي هذا الإطار ذهب إلى تركيا وجلب الكثير من الوثائق وسهر على بداية ترجمتها، كما تم تكريم بعض الموظفات اللائي أحلن على التقاعد وهي التفاتة من طرف إدارة المركز للإبقاء على الرابطة الموجودة بين العمال والمؤسسة. كاشفا عن تنظيم تكريم آخر خاص بالشيخ أحمد توفيق المدني. وفي رده عن سؤال “الشعب” حول إبرام اتفاقيات مع دور أرشيف أخرى، قال أن مؤسسة الأرشيف أبرمت اتفاقيات مع صربيا، تركياتونس، مصر، اليمن، عمان، فرنسا، أندونسيا، النمسا، هولندا، النرويج، السويد، واتصالات دائمة وتعاون خاصة مع تركيا كونها تملك أرشيفا كبيرا جدا يهم تاريخ الجزائر، وبالتالي يعمل على أخذ منه صور على قدر المستطاع، كما قام المركز بتكوين بعض الأرشيفيين من اليمن، وعمان.