يعود اليوم الفريق الوطني إلى الواجهة بمناسبة مباراة الربع نهائي لكأس افريقيا للأمم، التي يواجه خلالها نظيره الايفواري بمدينة كابيندا الأنغولية، في إحدى أقوى مباريات هذا الدور، والتي يعتبرها الاختصاصيون نهائي قبل الآوان، كونها تجمع بين موندياليين اللذان أثبتا وجودهما في السنوات الأخيرة.. والمنتخب الوطني الذي قدم مردودا طيبا مع مرورالمنافسة، يسعى لمواصلة المشوار بشكل موفق وتحقيق حلم الملايين من الجزائريين الذين ينتظرون من »الخضر« اعادة نفس المقابلة الفاصلة التي جرت بأم درمان، وإزاحة الفريق الإيفواري الذي يرشحه العديد من الاختصاصيين قبل إجراء هذه المقابلة. هذه الظروف تجعل زملاء بوقرة يلعبون بدون ضغط مقارنة بالفريق المنافس، الأمر الذي يكون في صالح أشبال سعدان، الذين ينتظر منه أحداث المفاجأة، والتأكيد على المنحى التصاعدي الذي يوجد فيه الفريق منذ وصوله إلى أنغولا. فكل المؤشرات تدل على أن الفريق الجزائري عازم على تقديم مباراة في المستوى، خاصة وأن حاليا سيلعب خارج الحسابات، كما حدث في الدورالأول والتأهل سيكون بعد (90) دقيقة أو ربما الوقت الإضافي وضربات الترجيح.. لذا، فإن التركيز يكون أكثر على الطريقة التي تكبح محاولات المنتخب الايفواري، وكذا إقامة حملات لتهديد مرمى المنافس. الاعتماد على نفس التشكيلة.. سعدان الذي درس بكيفية كبيرة طريقة لعب الايفواريين، حضر فريقه من أجل استغلال نقاط ضعف هذا الفريق والوصول إلى اقتطاع تذكرة لعب المربع الذهبي.. »فالخضر« الذين التحقوا مساء يوم الجمعة إلى مدينة كابيندا تدربوا بها مرتين وقت المباراة لوضع اللمسات الأخيرة، لأن العمل الكبير أقيم في الأيام الماضية بلواندا.. وحسب آخر الأصداء، فإن سعدان سيلعب بنفس التشكيلة التي شاركت في اللقاء الأخير أمام أنغولا.. ماعدا الحارس شاوشي الذي من المحتمل جدا أن يترك مكانه للحارس زماموش، الذي خضع لتدريب خاص في لأيام الماضية لكي يكون في الموعد، في حين أن اللاعبين الآخرين شاركوا بصفة عادية، مما يعني أن سعدان اختار الدفاع المسطح الذي يتكون من العيفاوي، بوقرة، حليش، بلحاج، هذا الرباعي مدعم بالثنائي منصوري، يبدة في الاسترجاع، بنيما يكون كل من زياني ومطمور أقرب إلى المهاجمين غزال وبوعزة.. هذه الاستراتيجية أعطت توازنا للفريق، الذي بإمكانه تسيير اللقاء على فترات بشكل أحسن وتضييع الخناق على المنافس، الذي وأيضا حضر لهذه المواجهة، وربما استفاد أكثر من الراحة باعتباره لم يلعب منذ (9) أيام ومتواجد بمدينة كابيندا منذ بداية الدورة.. لكن من هذه الناحية يقول البعض، إن الراحة كانت أكثر من اللازم، وقد تفيد »الخضر« أكثر كونهم مازالوا في ريتم المنافسة.. وسيكون الفريق الوطني في أحسن أحواله، كما عودنا، عندما يلاقي المنتخبات الكبيرة، أين يكون عاملا محفزا أكثر للاعبين الذين يريدون التحدي في كل مرة، خاصة وأنهم سيواجهون فريق مونديالي مثلهم ويضم عناصر كبيرة تلعب في أحسن الأندية الأوروبية. لهذا يمكن اعتبار الفريق الإيفواري من بين المنتخبات التي قدمت إلى أنغولا حسب تصريح مدربها وحيد هاليلوزيتش من أجل الفوز بالكأس، بعد أن ضاعت منها عام 2006 في نهائي بالقاهرة أمام الفريق المصري. ويعوّل الايفواريون على امكانيات وخبرة رأس الحربة ديديه دروغبا، الذي يعرف بتسجيله في كل الوضعيات، وينبغي حراسته بشكل كبير والحد من تحركاته الكثيرة.. لكن الفريق الإيفواري يضم لاعبين آخرين لهم قوة كبيرة على غرار سالومون كالووزوكورا وكوني..كلهم معروفون على الساحة العالمية.. وخطة سعدان قد تؤدي إلى جعلهم يلعبون بعيدين عن بعضهم وعدم تركهم استغلال الفراغات والمساحات الواسع فوق أرضية الميدان.. كما أن على سعدان الاعتماد على الهجومات المعاكسة، لمباغثة الدفاع الايفواري الذي يقال عنه أنه بطئ، وضرورة استغلال هذا الضعف قد يعني فرصا كبيرة »للخضر« الذي ينتظر منه ملعب مباراة في القمة، بالنظر للحالة المعنوية للفريق الذي عاد بقوة وقادر على الذهاب بعيدا.