أكد الوزير الأول، عبد المجيد تبون، أمس بأديس أبابا أن بعثة تنسيق لمنع التطرف العنيف ومكافحة الإرهاب في القارة الافريقية التي أوكلت لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من طرف نظرائه لدليل على الأهمية التي توليها أفريقيا للتصدي لهذه الأخطار. وقال تبون في كلمة حول عرض وثيقة بعنوان «مذكرة بشأن آفاق منع ومكافحة التطرف العنيف والإرهاب في أفريقيا» خلال القمة ال29 للاتحاد الافريقي أن «السيد عبد العزيز بوتفليقة تأثر لقرار أخيه الرئيس ألفا كوندي المتضمن تعيينه باسم النظراء الأفارقة منسقا قاريا». وقد تم تعيين الرئيس بوتفليقة من طرف نظرائه الأفارقة منسقا قاريا لمكافحة الارهاب والتطرف العنيف في افريقيا بتاريخ 14 مارس 2017 بأديس أبابا بمناسبة حفل تسليم واستلام المهام بين أعضاء مفوضية الاتحاد الافريقي المنتهية عهدتهم والجدد. وأضاف تبون أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة «يتشرف بالاضطلاع بهذه المهمة و هو كله ثقة في أنه يمكنه الاعتماد على الدعم الفعال و الدائم للبلدان الاعضاء في الاتحاد الافريقي ومجلس السلم والأمن و مفوضية الاتحاد الافريقي» موضحا في هذا الصدد بأن رئيس الدولة يرى في هذه المهمة «فرصة جديدة للجزائر من أجل العمل مع كافة الدول الاعضاء في منظمتنا حتى لا يعيش ولا يعاني أي شعب افريقي من ويلات الإرهاب الوحشي التي فرضت على شعبنا». و اكد الوزير الاول أن إنشاء بعثة تنسيق لمنع الإرهاب ومكافحته في أفريقيا يشهد على الأهمية الكبرى التي توليها القارة لهذا الخطر المتنامي واثاره المهددة للأرواح البشرية البريئة و والممتلكات والموارد و البنيات التحتية التي افريقيا في أمس حاجة إليها». وقال تبون أن ظاهرة الارهاب «أصبحت تشكل اليوم تهديدا خطيرا على السلم والأمن الدوليين و أن لا دولة في مأمن منها مع الأسف»مذكرا بأن «خارطة الاعتداءات الارهابية الأخيرة توضح اتساع رقعته الى كل مناطق العالم وأن الأمر كذلك بالنسبة للضحايا و الدمار و الهلع». كما أضاف تبون يقول «لقد أدركت قارتنا مبكرا هذا التهديد وما فتئت تبرز الاخطار التي تشكلها على السلم و الاستقرار في بلداننا و على جهودها من أجل التنمية الاجتماعية الاقتصادية و كذا على جميع شعوب قارتنا «. ومن ثمة, قال تبون, فإن افريقيا وضعت بشكل تدريجي استراتيجية افريقية لمكافحة هذه الافة تشمل في آن واحد اعداد ترسانة تشريعية أدرجت هذه المكافحة ضمن احترام دولة القانون وكذا اعتماد مخطط عمل شامل لمساعدة البلدان الافريقية على تنظيم نفسها من أجل خوض هذه المكافحة وكذا وضع هياكل دعم من خلال استحداث المركز الافريقي للدراسات و الابحاث حول الارهاب ومؤخرا افريبول التي تعد أرضية ثمينة للتعاون و التنسيق بين الشرطة في البلدان الافريقية إضافة إلى تعيين ممثل خاص لرئيس المفوضية الذي تتمثل مهمته الأساسية في مكافحة الارهاب». وخلص تبون إلى القول بأن الجزائر التي عانت ويلات الإرهاب في التسعينات ولا تزال تحارب جيوبه حرصت على تقديم مساهمتها المتواضعة في مسعى الرد الجماعي على التهديد الارهابي.