سعت وزارة التربية الوطنية الى وضع نظام جديد في عملية تأطير المؤسسات التربوية عن طريق مابات يعرف بمسابقات التوظيف، الذي دخل حيز التنفيذ قبل حوالي سنتين، وجاء ليعوض النظام القديم الذي كان يعتمد على التأهيل، أي دراسة ملفات المعنيين بالأمر في بداية السنة الدراسية ثم التحاقهم بمناصب عملهم الجديدة في مدة قصيرة لاتتعدى عادة شهر أكتوبر. النظام الجديد الذي يعتمد على إجراء مسابقات، يعد من الناحية النظرية أفضل بكثير من النظام السابق لكونه يفترض أنه يختار الأجدر والأحق كمؤطر كفء في الموسسة التربوية... لكن الذي حدث أن نظام المسابقات، ومنذ أن أسس نجمت عنه عدة تداعيات سلبياتها قد تكون أكثر من ايجابياتها، ولعل أهمها هو توقيت إجراء المسابقات وتاريخ صدور النتائج، والأكثر من هذا زمن التحاق المعلمين والأساتذة الفائزين بمناصب عملهم الجديدة الذي عادة ما يتم في منتصف السنة، كما يجري في الوقت الحالي، حيث يوجد حاليا أكثر من 400 أستاذ ثانوي فازوا في مسابقة التوظيف ومنها نظارة الثانوية (ناظر أو مساعد المدير)، بصدد الالتحاق بمناصب عملهم في عز الموسم الدراسي، هؤلاء سيتم تعويضهم بمستخلفين، هم عادة قليلو الخبرة، فضلا على أن تغيير أي أستاذ في منتصف السنة الدراسية سيتسبب في إحداث الكثير من الارتباك والتذبذب في أوساط التلاميذ، قد تضاف الى سلسلة التذبذبات الاخرى التي يعانون منها أصلا منذ الدخول المدرسي الجاري . وقد يكون الضرر والتذبذب أشد وقعا على تلاميذ الأقسام النهائية، خاصة شهادة التعليم الثانوي أو البكالوريا بالنسبة للمستوى الثانوي وشهادتي التعليم المتوسط والابتدائي بالنسبة للمستويات الأخرى. بما أن هذين المستويين الأخيرين معنيان بمسابقات توظيف أخرى جرى شقها الكتابي قبل حوالي عشرة أيام، في انتظار صدور النتائج قريبا والشروع في الشق الآخر أي الشفوي في المستقبل القريب، ليتم بعدها التحاق الفائزين بمعاهد التكوين قبل تعيينهم في مناصبهم الجديدة. والمشكل المطروح الذي يتعين على وزارة التربية أخذه بعين الاعتبار هو تجنب إحداث تذبذب من هذا النوع في منتصف السنة الدراسية من خلال اختيار التوقيت المناسب لإجراء مسابقات التوظيف في قطاع التربية، والتنسيق مع قطاع الوظيف العمومي حتى يتم التحاق المعلمين والأساتذة بمناصب عملهم أو بعد الترقية في بداية السنة الدراسية وضمان توفير المستخلفين في الوقت المناسب، لأن مثل هذا المشكل يطرح بإلحاح في بعض المواد لاسيما العلمية منها، وهو الانشغال الذي طرحته علينا مجموعة من أولياء التلاميذ الذين عبروا عن صدمتهم بعد تلقيهم خبر التحويل القريب لأحد الاساتذة والمصير المجهول الذي ينتظر الآلاف من التلاميذ الأخرين طالما أن العملية ستمس المئات من الأساتذة في الطور الثانوي بسنواته الثلاثة، وهل يعقل أن تتم مثل هذه العملية، في هذا التوقيت الحساس، الذي لايتحمل أي هزة من شأنها التأثير على النتائج الدراسية التي وحسب بعض المؤشرات لاتبعث على الارتياح في الوقت الراهن، وكان من الأجدر على وزارة التربية أن توقف أية عملية من هذا النوع وتجمد أي تحويل للأساتذة حاليا حتى لا تؤثر سلبا على النتائج خاصة على مستوى البكالوريا.