في الوقت الذي توقع فيه مسؤولون في وزارة الصحة والسكان واصلاح المستشفيات انتشار موجة جديدة من مرض انفلونزا »آش 1 آن 1« ابتداء من منتصف الشهر المنقضي ومطلع الشهر الجاري، تأكد تراجع الوباء لا سيما وأن أكبر عدد من الاصابات الخطيرة سجل في الأسبوع الاخير من شهر ديسمبر ما يوحي بأن الوصاية كانت تحاول إقناع المواطنين بالتلقيح بعد عزوفهم ما أدى الى عدم نجاح العملية، وتسبب في خسارة مالية كبيرة لا سيما وأن الدولة خصصت ما قيمته 65 مليون أورو. على عكس توقعات مدير معهد باستور الذي أكد خلال ندوة صحفية عقدها قبل أزيد من أسبوعين انتشار موجة جديدة من الانفلونزا التي أودت بحياة 57 شخصا منهم 13 إمرأة حامل، تراجع المرض الامر الذي جعل الوزارة الوصية تتخذ قرارا يقضي باعادة تكييف استراتيجية التلقيح مستندة في ذلك الى الوضع الدولي المتميز بتراجع انتشار الوباء وعدم إقبال السكان على التلقيح لا سيما منهم العاملين بقطاع الصحة. الجزائر التي تأخرت كثيرا في اطلاق عملية التلقيح مقارنة بالدول الأخرى رغم الانتشار الواسع للمرض، فضلت أن تتعامل مع مخبر »جي آس كا« في كندا وطلبت مبدئيا 20 مليون جرعة لقاح استقبلت منها أكثر من مليون ونصف مليون جرعة تم اعداد رسالة اعتماد مليونين و400 الف لقاح على أن تتسلم 862 الف جرعة اضافية خلال الايام المقبلة. وكانت عملية التلقيح ضد الانفلونزا الموسمية منتصف شهر أكتوبر الاخير أي شهر كاملا بعدما انطلقت في دول أخرى فيما انطلقت عملية التلقيح ضد انفلونزا الخنازير في الأسبوع الاخير من شهر ديسمبر بعدما استغرقت عملية مراقبتها من قبل المخبر المرجعي لمعهد باستور ومعهد مراقبة المواد الصيدلانية والمركز الوطني للتسمم حوالي 3 أسابيع الأمر الذي أدى الى تخوف المواطنين لا سيما بعدما ماتت الفئران التي تم اختبار اللقاح عليها. ولعل ما أدى الى العزوف النهائي للمواطنين عن هذا اللقاح موت طبيبة تعمل بالقطاع الصحي بولاية سطيف، 36 ساعة بعد تلقيحها، ورغم أن الوصاية أكدت انه في حالة الوفاة جراء اللقاح فانها تحدث في أجل أقصاه 3 ساعات غير أن هذه الحادثة أدت الى تخوف المواطنين. ورغم أن العزوف عن التلقيح لا يقتصر على الجزائر فقط الا أن الوصاية تتحمل جزء من المسؤولية ليس لأن عمال القطاع والسكان وأولياء التلاميذ رفضوا تلقيح أطفالهم، بل نظرا لعدم التحكم في الملف وما ترتب عنه من خسارة في الأرواح والأموال، لا سيما وان الوصاية ستضطر للتخلص من اللقاح مثلما فعلت ذلك السنة الماضية حيث تم التخلص من لقاح الانفلونزا الموسمية مع العلم أن مدة صلاحية هذا النوع من الأدوية محدودة. ويبقى الأمر الأكيد ان انفلونزا الخنازير من صنع مخابر نجحت في تحقيق مكاسب مالية هامة في ظرف وجيز بعدما أقنعت الدول بخطورة المرض وضرورة اقتناء اللقاح الذي تسبب في وفاة بعض الأشخاص وإلحاق اضرار بالبعض الآخر.