لوحات تشكيلية تؤرخ لحضارة الجزائر تتواصل بمكتبة محمد فنجال بشرشال الطبعة ال17 لتظاهرة لقاء الصيف التي ينظمها سنويا مكتب الاتحاد الوطني للفنون الثقافية و لجنة الحفلات لمدينة شرشال بمشاركة فنانين من 4 ولايات مع تسجيل دخول الفن التشكيلي الرسمي لأروقة المعارض لأول مرّة في ظلّ معارضة شرسة من طرف المحافظين المدافعين عن النمط والطابع التقليدي للفن التشكيلي. “الشعب” زارت “لقاء الصيف” وتنقل أدق التفاصيل. عن طبيعة المشاركة بهذه الطبعة أكّد رئيس المكتب الولائي للاتحاد الوطني للفنون الثقافية عبد الرحمان بختي ل«الشعب”، أنّ اللوحات المعروضة ترتبط بالنوعية والرمزية أكثر ما تعتمد على الكمية بحيث تمّ عرض لوحات مميّزة يشير العديد منها الى منعطفات هامة من التطورات الحضارية الحاصلة بالجزائر وغيرها من الدول العربية الأمر الذي لفت انتباه الزوار الذين مروا بالمعرض ولا يزالوا بالنظر الى كون هؤلاء ينحدرون من عدّة ولايات قدموا لمنطقة شرشال لغرض الاصطياف والاستجمام. أشار بختي الى مشاركة الفنان محمد سمارة من عين الدفلى بلوحات تبحث في أصول الحرف العربي خلال فترة ما قبل الاسلام. ويتّضح من خلال اللوحات أنّ ذات الحرف كان مغايرا تماما لما هو عليه الآن و هو أقرب الى الحرف اللاتيني منه الى الحرف العربي الذي يدركه عامة الناس. كما عبّر الفنان محمد محرز من عين الدفلى أيضا بعدّة لوحات فنية عمّا يختلج يصدره من تصورات للواقع بطريقة عصرية هي أقرب الى طريقة رسم الفنان اسياخم من غيره من الفنانين كاشفا علاقة حب عنيفة تربطه باعمال الفنان اسياخم دون غيره. ومثّل البليدة الفنان عبد اللاوي الطاهر في المدرسة الانطباعية بعرض عدّة لوحات في هذا المنحى. كما مثّلت ولاية الجزائر كل من الفنانة ايمان كريمة دباش التي عرضت لوحات من المدرسة الانطباعية ولوحات أخرى تعنى بالرسم على الحرير وعلى الزجاج والفنانة عائشة جبار التي شاركت بنمط جديد من الفن التشكيلي يدعى بالفن الرقمي الذي يستعمل تكنولوجيا الاعلام والاتصال لتبليغ الرسالة الفنية والحديث مع النفوس والأرواح حول مواضيع حساسة ومثيرة للجدل بحيث تتمّ عملية الرسم باستعمال تطبيقة اعلامية متخصصة قبل أن يتمّ طبع العمل المنجز على الورق أو القماش بطريقة حديثة لعرضه للجمهور. وبقدر ما لقيه هذا النمط من معارضة شرسة من الفنانين المحافظين بقدر ما حظي بالقبول والترحاب من البعض الآخر وكذا الزوار والجمهور العريض من الضفة الأخرى بالنظر الى علاقته بالتكنولوجيا الرقمية التي أصبحت لا تفارق مجمل أوجه الحياة للمجتمع. أما الولاية التي احتضنت الحدث فقد مثلها كل من الفنان محمد بن مقدم بلوحات فنية عادية وتعبّر عن مواضع مختلفة، والفنان أسامة سويلاماس المتخرّج حديثا من ملحقة المدرسة الوطنية للفنون الجميلة بتيبازة والذي عرض لوحات فنية من النمط الانطباعي وكذا الفنان عبد الرحمان بختي الذي سبق له المشاركة بعدّة معارض وطنية واقليمية وجهوية وتخرّج من المدرسة السريالية. وقد عرض بختي لوحات تصبّ في هذا المنحى وتعبّر عن عدّة مواضيع اجتماعية تجمع بين الحفاظ على التقاليد من جهة والاندفاع نحو التحرّر بدون قيد أو شرط من جهة أخرى. ولأنّ التظاهرة لا تزال متواصلة الى غاية نهاية موسم الاصطياف فقد علمت “الشعب” من المكلف بالاعلام على مستوى المكتب الولائي للفنون الثقافية حسان قبيلن بانّ عددا من الفنانين اعطوا موافقتهم المبدئية في المشاركة بالمعرض لاحقا عقب تخلصهم من التزاماتهم المختلفة ومن هؤلاء فنانة تشكيلية مقيمة بتركيا كانت مولعة بهذا النمط الفني منذ نعومة اظافرها يرتقب بأن تلتحق في حدود الأسبوع القادم لتنضمّ الى قائمة الفنانين الصانعين لجزء من أفراح الشرشاليين وضيوف المدينة الأثرية التي تعيش على أجواء الافراح في صيف تريده استثنائيا تشدّ اهتمام الزائر.