وقعّت الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة كبرى الفصائل المسلحة في دارفور، امس الثلاثاء في العاصمة القطرية الدوحة، اتفاقا إطاريا يمهد لإجراء مباحثات لإنهاء النزاع المسلح في الإقليم. وأعلن الرئيس السوداني عمر البشير لدى مخاطبته الجالية السودانية في قطر أن الإتفاق سيكون بداية النهاية للحرب في اقليم دارفور معربا عن تفاؤله بأن يعم السلام الإقليم قبل إجراء الإنتخابات الرئاسية والعامة في السودان في أبريل نيسان المقبل. وقال البشير إن الاتفاق الإطاري الذي سيتم توقيعه في الدوحة بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة سيكون بداية النهاية للحرب في إقليم دارفور. وقد وصل الرئيس السوداني إلى الدوحة الاثنين لحضور مراسم التوقيع . وكان الجانبان قد توصلا في تشاد إلى اتفاق تضمن إلغاء أحكام الإعدام بحق أسرى الحركة، ووقف إطلاق النار، ومواصلة التفاوض لوضع ترتيبات نهائية لاتفاق نهائي في الدوحة، راعيةِ عملية سلام دارفور. كما وصل الرئيس التشادي إدريس ديبي إلى الدوحة لحضور توقيع اتفاق الإطار، وحضر توقيع الاتفاق إضافة إلى الرئيسين التشادي والسوداني أميرُ دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. ومن جهة أخرى أعلنت حركة العدل والمساواة الديمقراطية مجموعة أديس أبابافي بيان لها انسحاب وفدها من منبر سلام دارفور في الدوحة، احتجاجا منها على الاتفاق الذي أبرم بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة في العاصمة التشادية. وقال البيان، إن هذا الاتفاق تم بترتيب من أطراف الوساطة المشرفة على محادثات الدوحة، وهو ما كانت الحركة أعطت نفسها مهلة 24 ساعة للتأكد منه قبل انسحابها. وقد انتقدت الحركة الاتفاق، وقالت إن مصيره إلى الفشل، واعتبرته اتفاقا ثنائيا كاتفاقات سابقة آلت إلى نفس المصير. وحسب مجموعة أديس أبابا، فإن الاتفاق يشمل إطلاق سراح معتقلين بينهم أخ لخليل إبراهيم واحتفاظ الأخير بقواته في دارفور حيث توفر الحكومة لها المؤن والرواتب، وأيضا تسلمها السلطات السياسية والعسكرية في الإقليم الذي سيكون هو حاكما له، مقابل تعاون حركته في حماية مراكز الانتخابات، وتلقيها تعويضات عن خسائرها. وكانت أحزاب سودانية معارضة قد رحبت باتفاق إطاري وقعته السبت الخرطوم وحركة العدل والمساواة، لكن فصائل تفاوض حكومة السودان قالت إنها في حل من الاتفاق الذي سبقته بساعات، حسب مصادر أممية، اشتباكات في الإقليم. ورحبت السعودية بتحسن العلاقات السودانية التشادية الذي سمح بالاتفاق الذي وصفه الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بأنه خطوة بناءة وإيجابية. ووقع الاتفاق في العاصمة التشادية نجمينا، وقال البشير إنه سيوقعه بصورة نهائية مع نظيره التشادي إدريس ديبي في الدوحة، و هو ما تم امس.