عززت سوريا وإيران تحالفهما الذي يعود لعقود طويلة بتوقيع اتفاقية إلغاء تأشيرات السفر بين البلدين. وقال الرئيس السوري بشار الأسد إن الرد على الدعوة الأمريكية له بضرورة الابتعاد عن إيران يكمن في توقيع دمشقوطهران على تلك الاتفاقية. جاء ذلك أثناء زيارة قام بها الرئيس الإيراني إلى دمشق. وجاءت زيارة محمود أحمدي نجاد بعد يوم من قول وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إن الولاياتالمتحدة تطلب من سوريا البدء في الابتعاد عن العلاقات مع إيران، ووقف دعمها لحزب الله اللبناني المدعوم كذلك من إيران. وقال الأسد بتعليق مازح على طلب كلينتون خلال مؤتمر مع نظيره الإيراني: بما أننا فهمنا الأمور خطأ ربما بسبب الترجمة أو محدودية الفهم، فقد وقّعنا اتفاقية إلغاء التأشيرات. وأضاف: أستغرب كيف يتحدثون عن الاستقرار في الشرق الأوسط والسلام وكل المبادئ الأخرى الجميلة، ويدعون إلى الابتعاد بين دولتين. وتابع الرئيس السوري أتمنى من الآخرين ألا يعطوا دروسا عن منطقتنا وعن تاريخنا، نحن نحدد كيف تذهب الأمور، ونحن نعرف مصلحتنا، ونشكرهم على نصائحهم، ولا نقول أكثر من ذلك. وقال الأسد في رده على سؤال صحفي إن دعوة كلينتون تلك تتناقض مع حديث واشنطن عن السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. ومن جهته، أكد أحمدي نجاد ذلك الموقف بقوله إذا قالت كلينتون إنه تجب المحافظة على المسافة بين سوريا وإيران، فأنا أقول لها إنه لا توجد أي مسافة بين سوريا وإيران. وأضاف مصالحنا مشتركة وأهدافنا مشتركة ولدينا أعداء مشتركون، إن دائرة التعاون بيننا تتسع يوما بعد يوم، ونحن عازمون على أن نطور هذه العلاقات إلى أقصى مدى ممكن. وحذر الرئيس الإيراني إسرائيل من مغبة تكرار ما وصفها بأخطاء الماضي، وتوعدها بالموت المحتوم على يد شعوب المنطقة. وتأتي زيارة أحمدي نجاد إلى دمشق وسط نقاش غربي تقوده الولاياتالمتحدة بشأن فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب الاشتباه في أن طهران تسعى لإنتاج سلاح نووي، وهو ما تنفيه الجمهورية الإسلامية بشدة. وتعود العلاقات السورية الإيرانية إلى عام 1979 بعد قيام الثورة الإسلامية، وكانت سوريا الدولة العربية الوحيدة التي دعمت إيران في حربها مع العراق بين عامي 1980 و .1988 ويشكل دعم حزب الله ركيزة أساسية في التحالف السوري الإيراني الذي أقيم قبل 30 عاما، على الرغم من الاختلافات الإيدولوجية بين البلدين، وفق بعض المحللين.