وصل الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الذي تواجه بلاده تهديدات بعقوبات دولية جديدة بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، إلى دمشق للقاء نظيره السوري بشار الأسد،في غضون ذلك أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن الولاياتالمتحدة، التي تشهد علاقاتها تحسنا مع سوريا، طلبت من السلطات السورية ''البدء بالابتعاد عن إيران''. بحث الرئيسين الأسد واحمدي نجاد العلاقات بين البلدين ''الصديقين'' والتطورات الإقليمية والدولية، وفي أثناء ذلك وصف أحمدي نجاد، إيران وسوريا بأنهما بلدان ''مهمان في جبهة مقاومة واحدة ''، ونسبت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إلى أحمدي نجاد قوله قبيل مغادرته طهران إلى دمشق'' إن البلدين'' إيران وسوريا ''هما في الخط الأمامي في مواجهة الكيان الصهيوني، ولهما مواقف مشتر?ة حيال جميع القضايا الإقليمية والدولية الهامة''. وأضاف ''إيران وسوريا تتمتعان على كافة الأصعدة بتعاون متنام في القطاع الاقتصادي والاستثمارات المشتركة في مجالات التنمية والتجارة''، وأشار إلى ''العلاقات العميقة والواسعة بين البلدين''، وقال ''في هذه الأيام التي يقوم فيها الكيان الصهيوني دوما بإطلاق التهديدات ضد دول المنطقة ويريد دفع المنطقة نحو توترات ا?ثر جدية، فمن الضروري أن يجري البلدان مشاورات جديدة لمواجهة هذه التهديدات واتخاذ القرارات اللازمة''. كما أشار إلى تصاعد وتيرة مسار التطورات الإقليمية والدولية وقال ''إن هذه الوتيرة تستوجب على طهرانودمشق أن تقوما بالمزيد من توسيع علاقاتهما في جميع المجالات وان تتبادلا وجهات النظر حول المستجدات في المنطقة''. وكان نجاد أجرى اتصالاً بالرئيس الأسد منذ أيام معلناً تضامنه مع سورية في وجه التهديدات الإسرائيلية، معتبراً أنه يجب التصدي لإسرائيل إذا شنّت هجوماً في المنطقة، وزار الرئيس الإيرانيدمشق مطلع شهر أفريل العام الماضي بينما زار الأسد طهران في شهر أوت طهران لتهنئة نجاد بعد فوزه في الانتخابات الإيرانية، وتأتي هذه الزيارة غداة دعوة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى سوريا لكي تنأى بنفسها عن إيران التي يشتبه الغرب وإسرائيل في أنها تسعى لامتلاك السلاح النووي تحت غطاء برنامجها النووي المدني. وقالت كلينتون في كلمة ألقتها أمام لجنة الموازنة في مجلس الشيوخ في إطار دفاعها عن ميزانية وزارتها أن واشنطن ترغب في أن ''تبدأ دمشق بالابتعاد في علاقتها عن إيران التي تتسبب في اضطرابات للمنطقة وللولايات المتحدة''. وتابعت الوزيرة الأمريكية ''أكدنا للسوريين الحاجة إلى المزيد من التعاون حول العراق، ووقف التدخلات في لبنان ونقل أو تسليم سلاح إلى حزب الله، واستئناف المحادثات الإسرائيلية السورية''.وكان المدير السياسي لوزارة الخارجية الأمريكية وليام بيرنز زار العاصمة السورية الأسبوع الماضي. من جهة ثانية وعدت كلينتون بالنظر في اقتراح قدمه احد أعضاء مجلس الشيوخ بتوجيه دعوة إلى كل من الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو لزيارة واشنطن، تمهيدا لإعادة إطلاق المحادثات بين الطرفين حول هضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل منذ .1967