عادت الأجواء إلى طبيعتها بمدينة تيارت بعد الهجوم الإرهابي الجبان الذي استهدف مقر الأمن الولائي والذي راح ضحيته بطلان شهيدان في مقتبل العمر، جنّبا المقر والمدينة خسائر مادية وبشرية، رغم أن ولاية تيارت لم تشهد عملية كهذه منذ التسعينيات ما أدى إلى تذكر سنوات خلت محتها السنون، لكنها لم تمح من الذاكرة. الشهيدان الطيب عيساوي وعلواوي ساعد شيعا إلى جوار ربهما في جنازة مهيبة بمسقط رأسيهما ببلدية الناظورة، حضرها وزير الداخلية والجماعات المحلية نورالدين بدوي، واللواء المدير العام للأمن الوطني عبد الغني الهامل وكذا السلطات العسكرية والمدنية وجموع المواطنين. العملية الإجرامية كانت تستهدف المقر الولائي للأمن الوطني على الساعة السابعة و50 دقيقة صباحا وهو وقت التحاق عناصر الأمن بمراكز عملهم، غير أن تفطن وإرادة عناصر الشرطة أحبطت العملية ولقي الإرهابي حتفه على الفور بعد توجيه طلقات نارية له وانفجار الحزام الأمني الذي كان يحمله، السلطات الأمنية والعسكرية انتشرت بسرعة فائقة، خوفا ارتدادات وتمت السيطرة على مداخل المدينة ومخارجها. المواطنون تجمعوا لمؤازرة مصالح الأمن واستنكار العملية وعبّروا عن مساندتهم لرجال الأمن ونبذ جميع الأعمال التخريبية، أما رفقاء الشهيدين البطلين عيساوي الطيب وعلواوي ساعد أقروا ببسالة وأخلاق الشهيدين وتفانيهما في العمل. أثبت رجال الأمن مرة أخرى يقظتهم في الحفاظ على الممتلكات والأرواح، لاسيما وأن توقيت الاعتداء تزامن مع خروج العمال والموظفين والمارة الذين يسلكون الطريق الموازي لمقر الأمن الولائي، ليؤكدوا جاهزيتهم لدحض كل عملية تستهدف الوطن ورموز الدولة. رغم التأثر الواضح على وجوه المواطنين جراء الحادثة، غير أن الأجواء عادت إلى مدينة تيارت وأدى المواطنون صلاة العيد ونحر الأضاحي في أمن وأريحية وفي ظروف جيدة.