تتواصل سلسلة النتائج السلبية بالنسبة للمنتخب الوطني لكرة القدم، الذي فقد بصفة رسمية حظوظه في اللعب على ورقة التأهل لمونديال روسيا 2018 بسبب فترة الفراغ الرهيبة التي يمر بها منذ بداية التصفيات بعد التعادل المر بالبليدة أمام الكاميرون في أول جولة ليشهد بعدها تراجعا كبيرا من ناحية الأداء والمستوى فوق المستطيل الأخضر. تكبّد الخضر أول هزيمة لهم داخل الديار بعد مرور 10 سنوات كاملة، أي منذ سنة 2007 عندما هزم الفريق أمام غينيا بملعب 5 جويلية الأولمبي في عهد المدرب كافالي، وعلى إثرها أقيل هذا الأخير لأنّنا لم نتمكّن من المشاركة في كأس أمم إفريقيا للمرة الثانية على التوالي، ليتولّى بعده المدرب رابح سعدان قيادة المجموعة خلال تصفيات الدور الثاني المؤهل لمونديال جنوب أفريقيا 2010 التي قدّم خلالها زملاء القائد عنتر يحي أداءً رائعا جدا أبهروا به كل المتتبعين. تمكّن الفريق الوطني من العودة إلى المونديال بعد مشوار مليء بالإثارة والمتعة، كسب من خلاله إعجاب كل الجزائريين وأصبح يعرف بالفريق العالمي بعدما وضع زملاء بوقرة حدّا لفترة الظلام التي خيّمت على المنتخب لعدة سنوات بعدما اختاروا ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة معقلا لهم من أجل استقبال منافسيهم، ما جعلهم يفوزون في كل المباريات الرسمية أسوأها كان التعادل الإيجابي ضد تنزانيا في إطار التصفيات المؤهلة ل «كان» جنوب إفريقيا 2012. أوّل هزيمة بعد 10 سنوات إلاّ أنّ المجموعة لم تتلق أي هزيمة داخل الديار، والأكثر من ذلك أنّنا أصبحنا نطمح للفوز في أدغال أفريقيا التي لم تعد حاجزا بالنسبة للمحترفين بعدما تعوّدوا عليها جراء الخبرة والتجربة التي اكتسبوها مع مرور الوقت، ورغم تراجع النتائج في عهد المدرب بن شيخة إلاّ أنّهم لم ينهزموا في الجزائر بدليل الفوز المحقق في عنابة أمام المغرب، ليلجأ بعدها الرئيس السابق للاتحادية محمد روراوة إلى المدرسة البوسنية، وتعاقد مع المدرب وحيد هاليلوزيتش الذي يملك خبرة طويلة في الملاعب الإفريقية، ما جعله يعيد الأمور إلى الطريق الصحيح في ظرف قصير جدا. وأجبر الجميع على البقاء في الجزائر من أجل التحضير، والأمر يتعلق بمركز سيدي موسى الذي رأى بأنه المكان المناسب للعمل بدلا من التنقل إلى الخارج مثلما كان عليه الحال من قبل، وهذه النقطة جد إيجابية لأنها وفّرت على الجميع الأموال التي كانت تصرف من أجل التحضير في الخارج، ورغم أنه خرج من الدور الأول خلال الموعد القاري إلا أنه جعل من المنافسة بمثابة الفرصة السانحة للوقوف على المستوى الحقيقي للاعبين ليتأهل إلى مونديال البرازيل 2014 بكل سهولة بعدما صنع فريقا قويا في الهجوم ودفاعا صلبا لم يتلق أهدافا كثيرة، ما سمح له بتحقيق الإنجاز المنتظر المتمثل في بلوغ الدور الثاني للمونديال لأول مرة في تاريخ الكرة الجزائرية. روح المجموعة أساس النّجاح ليدخل بعدها المنتخب الوطني دوّامة حقيقية بعد رحيل هاليلوزيتش، الذي فضّل المغادرة من أوسع الباب بعدما كسب احترام وحب كل الجماهير الجزائرية، ليخلفه غوركوف الذي سيّر الأمور بشكل جيد، إلاّ أنّه رحل تاركا المجموعة في منعرج حقيقي خلفه الصربي رايفاس ثم البلجيكي ليكانس، إلا أن الفريق خرج من الدور الأول لكأس أمم إفريقيا 2017، وأقصي مؤخرا بصفة رسميا من التنافس على التواجد في مونديال روسيا للمرة الثالثة على التوالي والخامسة في تاريخ الكرة الجزائرية بقيادة المدرب الإسباني ألكاراز. وبالتالي فإنّ الوضع الحالي للفريق الوطني جد محرج وغير مطمئن ما يتطلّب تدخل القائمين على الكرة الجزائرية، وعلى رأسهم خير الدين زطشي من أجل إيجاد الحلول المناسبة في أسرع وقت ممكن للعودة إلى الطريق الصحيح بما أنه يوجد متسع من الوقت أمامهم بهدف التحضير ل «كان» 2019 لتفادي تكرار أخطاء الماضي حتى نجعل من قادم المواجهات الرسمية والودية بمثابة محطة تحضيرية، ونحقق نتائج إيجابية في الموعد القاري القادم، وكل ذلك يكون من خلال وضع إستراتيجية جديدة، والعمل على إعادة روح الفريق التي افتقدها المنتخب بعد موعد البرازيل.