في إطار جلسات الاستماع السنوية التي يخصصها لنشاطات مختلف القطاعات الوزارية، ترأس رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة اجتماعا مصغرا خصص لتقييم قطاع الطاقة و المناجم.تمحور العرض الذي قدمه وزير الطاقة والمناجم حول و ضع و آفاق قطاع المحروقات سيما تطوير البيتروكيمياء من جهة و استفادة المواطن من الطاقة من خلال برامج تنموية للتوزيع العمومي للغاز والكهرباء الريفية من جهة أخرى. ويبرز العرض المتعلق بتطوير المحروقات بما فيها البتروكيمياء ما يلي: تجديد مستوى الاحتياطات الوطنية بالرغم من الزيادة المعتبرة للكميات المسوقة من منتوج البترول و الغاز و ذلك بفضل جهد الاستثمار المتواصل في نشاط البحث والاستكشاف وكذا في مجال الاستغلال الاقصى للحقول. تؤكد الآفاق على المدى المتوسط استمرار ارتفاع الانتاج الوطني للمحروقات الناتج عن استثمارات سوناطراك سواء بمفردها أو مع نظرائها الأجانب. جهود في الربط الكهربائي سيشهد تطوير الصناعة البيتروكيمائية القاعدية بعثا حقيقيا خلال السنوات المقبلة لا سيما من خلال مشاريع سطرتها شركة سوناطراك بالشراكة و التي يوجد البعض منها قيد الانجاز. الجهد المعتبر في مجال الربط الكهربائي على مستوى التراب الوطني بما فيه المناطق الريفية وكذا في مجال التوزيع العمومي للغاز من خلال عمليات جديدة لوصل الأسر بشبكة الغاز الجديدة التي تدعم برامجها بمساهمة الدولة. وبهذه المناسبة، أكد وزير الطاقة والمناجم تحقيق الأهداف في هذا المجال في الآجال المحددة. أ التوزيع العمومي للغاز: سجلت الشبكة الوطنية للنقل و توزيع الغاز تطورا معتبرا. بالتالي و بالنسبة للفترة الممتدة من سنة 2000 إلى غاية السداسي الأول من سنة 2008 انتقل طول شبكة النقل من 4398 كلم إلى 7631 كلم فيما انتقل طول شبكة التوزيع من 16571 كلم إلى 40522 كلم و عدد محطات التوزيع العمومي للغاز من 303 إلى 947 و عدد الأسر التي تم ربطها بالشبكة من 42746 إلى .740208 ارتفع معدل التزويد بالغاز من31 بالمئة سنة 2000 إلى 41 بالمئة خلال السداسي الأول من سنة 2008 و سيبلغ 50 بالمئة سنة 2011 بمجموع يقارب 1700000 بيت يتم ربطها بشبكة الغاز. وتتمثل برامج التوزيع العمومي للغاز المسطرة لأفق2011 فيما يلي: 11008 كلم من شبكة النقل. 33935 كلم من شبكة التوزيع. 4 محطات بروبان للإنجاز. 98 في المائة نسبة ربط الانارة الريفية في حدود سنة 2011 سيبلغ طول الشبكة التي سيتم تشغيلها 15869 كلم بالنسبة للنقل و 56716 كلم بالنسبة لشبكة التوزيع و 1666 محطة توزيع عمومي للغاز وستنتقل نسبة التزويد بالغاز إلى 50 بالمئة. ب الإنارة الريفية: خلال السداسي الأول من سنة 2008 بلغت الانجازات 26690 كلم من شبكة التوزيع ذات الضغط المتوسط والمنخفض لأكثر من 238000 بيت تم ربطها. أما عن الهدف الاجمالي للبرامج المحددة لسنة 2011 فيتعلق بربط قرابة 21000 كلم من شبكة التوزيع ذات الضغط المتوسط و المنخفض و ربط أكثر من 370000 بيت بشبكة الغاز الطبيعي و كذا إنجاز 16 قرية و 50 مركزا شمسيا. أما عن الإنجازات المالية في مجال الإنارة الريفية من خلال مختلف البرامج التي بادرت بها السلطات العمومية، فتقدر بحوالي 57 مليار دج في حين أن عدد زبائن الشبكة انتقل من 6ر4 مليون سنة 2000 إلى 6 ملايين سنة .2008 و انتقلت نسبة الربط من 6ر88 بالمئة سنة 2000 إلى حوالي 98 بالمئة سنة .2008 تطوير الطاقات المتجددة وذكر رئيس الجمهورية في مداختله بعد تقديم العرض أن المحروقات لا زالت تشكل المصدر الرئيسي للمداخيل المالية للبلد و بالتالي لكل التنمية الاقتصادية و الاجتماعية للأمة. وأضاف رئيس الجمهورية أنه يتعين علينا من هذا المنطلق السهر باستمرار على تثمين هذا المورد الزائل و العمل على تمديد مدة بقائه واستعماله كمحرك حقيقي للتنمية الوطنية. في هذا الصدد، أكد رئيس الجمهورية على ضرورة مواصلة عملية تجسيد سياسة وطنية مستديمة لتطوير الموارد من المحروقات بهدف ضمان تغطية الاحتياجات الطاقوية للبلد، وكذا تمويل الاقتصاد على المدى البعيد. كما وجه رئيس الجمهورية تعليماته للحكومة حتى تعمل من الآن على تطوير الطاقات الجديدة و المتجددة سواء تعلق الامر بالطاقة الشمسية او طاقة الرياح و على المدى المتوسط الطاقة النووية للاغراض المدنية. كما ينبغي السهر على ترقية اقتصاد الطاقة الموجهة للاستهلاك المحلي. من جانب اخر، دعيت الحكومة الى الاسراع بترقية محلية لصناعة التكرير والبتروكيمياء الكفيلة بزيادة القيمة المضافة للمحروقات. وأشار الرئيس بوتفليقة في هذا الصدد إلى أن التمويل اللازم لتحقيق هذا الغرض سيتم رفعه محليا وسيتم تسهيله. وفي ذات الوقت فان المتعامل الوطني الذي يتم تشجيعه على البحث عن شركاء في هذا الميدان مطالب بالسهر على الاحتفاظ بأغلبية راس المال لصالح بلدنا مع توفير ظروف شراكة بين مختلف المساهمين في المشاريع بما يسمح عند الاقتضاء بتسيير من قبل الشريك الاجنبي الذي ننتظر منه إسهاما بالمهارات. تطوير قدرات انتاج الكهرباء وأمر رئيس الجمهورية في هذا الصدد بأن تتوخى الهيئة المالية العمومية الجديدة الرامية إلى توظيف موارد الخزينة لصالح الاستثمار المحلي، تسهيل تمويل المشاريع الاستثمارية في نشاطات ما قبل الإنتاج في مجال المحروقات بل وحتى اكتساب أسهم بها. كما ألح رئيس الجمهورية على تثمين القدرات المنجمية للبلد خدمة للصناعة و كذلك من أجل رفع القدرات الوطنية للتصدير خارج قطاع المحروقات. من جهة أخرى، أمر رئيس الجمهورية ب ''الإسراع في تطبيق البرنامج الوطني لتطوير قدرات إنتاج الكهرباء بغية الاستجابة للطلب المحلي الذي يشهد تزايدا مطردا و رفع قدرات هذه الطاقة الموجهة للتصدير''. وأشار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى ضرورة ''تجسيد برامج ربط البيوت بالكهرباء و الغاز الطبيعي في الآجال المحددة'' مضيفا أن ''هذا البرنامج سيتكثف خلال السنوات المقبلة بالنظر إلى الارتفاع السريع للحظيرة الوطنية للسكنات و من أجل الاستجابة لتطلعات السكان في الحصول على خدمات الكهرباء والغاز''. ودعا رئيس الجمهورية في نهاية مداخلته ''الحكومة إلى تقديم دعمها الكامل لتجسيد البرامج و المشاريع في مجال الطاقة والمناجم'' مضيفا أنه ''يجب على المتعاملين الوطنيين بهذا القطاع الوفاء بالتزاماتهم في إطار برامجهم التنموية و إدراجها باستمرار ضمن تصور شامل للتنمية الوطنية''.