ننطلق اليوم في سلسلة تقديم مسيرات رياضيين جزائريين كبار في مختلف الاختصاصات، والذين طبعوا بمواهبهم الرياضة الجزائرية، حيث أننا نقدم في كل عدد أحدى الأسماء التي تميّزت بشكل كبير في الفضاء الرياضي. وارتأينا أن تكون البداية باسم أبدع فعلا في مساره الرياضي، وهو وسط الميدان والمهاجم في نفس الوقت المرحوم عيسى دراوي. عيسى دراوي .. اسم سطع في مسيرة الكرة الجزائرية في سبعينيات القرن الماضي، حيث كان لاعبا مميّزا بفنياته العالية .. أمتع بها كل المتتبعين، حيث كان مراوغا ماهرا ويتمتع برؤية جيدة للعب، إضافة إلى حس تهديفي كبير. وقد لعب «غارينتشا» كما كانوا يسمونه دورا بارزا في «الفترة الذهبية» لمولودية الجزائر «ذلك أن جمهور العميد يعتبرونه الى غاية اليوم من بين أفضل اللاعبين الذين تقمصوا اللونين الأحمر وأخضر. ودراوي من مواليد 30 جانفي 1950 بمدينة سكيكدة، بدأ مشواره الكروي بمسقط رأسه فريق الشبيبة المحلية عام 1968 ضمن تشكيلة الأشبال .. وواصل مشواره في هذا الفريق إلى غاية 1972 قبل أن ينتقل الى فريق مولودية الجزائر في نفس السنة التي أصبح فيها في عام 1973 لاعبا أساسيا واستدعي الى الفريق الوطني. فقد برز دراوي على الرواق اليسار ووسط الميدان وكان يساهم بشكل كبير في النجاح الكبير للمولودية العاصمية في المنافسات المحلية والدولية، خاصة وأن «العميد» كان يتكون من لاعبين ذوي النزعة الهجومية الكبيرة، على غرار باشي، بتروني، بن شيخ، بلمو، بوسري. وفي قراءة للألقاب التي توّج بها دراوي مع المولودية يظهر أن هذا الفريق سيطر بشكل كبير على المنافسات التي خاضها في السبعينات، حيث أن دراوي فاز مع المولودية بلق البطولة مرتين (1975، 1976)، كأس الجزائر (1973 ، 1976)، كأس افريقيا للأندية البطلة (1976)، الكأس المغاربية للأندية الحائزة على الكأس (1976، وتأهل الى نهائي الكأس المغاربية للأندية البطلة عام 1976. وساهم دراوي في اللقب القاري الأول للكرة الجزائرية على مستوى الأندية عام 1976، كما أن عشاق المولودية «القدامى» يتذكرون بحسرة تعرض دراوي للاصابة في نهائي كأس الجزائر عام 1973 أمام اتحاد العاصمة، حيث أن دراوي قدم كرة هدف التعادل لباشي وتعرض في تلك اللقطة لإصابة خطيرة (د 36).. وعوضه الحارس كاوة في ذلك اليوم واستطاع أن يوقع الهدف الثاني للمولودية التي توجت بعد ذلك بالكأس 4 – 2. ولعب دراوي للمنتخب الوطني من 1973 الى 1977، حيث نال الميدالية الذهبية في ألعاب البحر المتوسط عام 1975 التي احتضنتها الجزائر. وعاد عيسى دراوي بعدها الى فريق شبيبة سكيكدة عام 1977 التي لعب فيها إلى غاية 1981 العام الذي اعتزل فيه اللعب. وللأشارة، فان دراوي توفي في 21 جويلية من عام 1956 عن عمر يناهز 56 سنة، حيث أن متتبعي الكرة الجزائرية يتذكرونه بشكل كبير عند رؤية أي لاعب موهوب أو مراوغ بارع لأنه يعتبر من بين خيرة اللاعبين الذين أنجبتهم الكرة الجزائرية.