كانت الرياح تهزّ كل شيء في تلك اللحظات، الفضاء أصغر باهت، أغصان أشجار النخيل تهتز والبسة الناس كذلك.. كنت أتأمل مجموعة من الشباب في الحافلة المتجهة من المطار إلى مدينة جانت، المدينة الصخرية السحرية ذات الأساطير العريقة المبنية على المعتقد الشرقي المالك للعادات والتقاليد الموروثة في فضاء خاص يختلف كثيرا عن بقية الفضاءات.. مجموعة الشباب هذه كانت ذات بشرة بيضاء مما يوحي أنها أغلبها من الشمال. كان الصمت يقتل كل شيء قرأت في هذه الوجوه أشياء كثيرة خاصة في تلك الفترة الصعبة من تاريخ البلاد. في الملامح غربة وحزن ولكن يبدو أن هناك نوعا من الأمل فيها أيضا. بمجرد أن توقفت الحافلة وسط المدينة حتى تفرّق الجميع واتجه نحو اتجاهات مختلفة مما يوحي بأنهم يعرفون المدينة من قبل فاندثر الكل حينها. .. كانت المدينة ساحرة بنوع بنائها الصخري واعتلاء بعض الأبنية مرتفعاتها والتي هي عبارة جبال منحوتة ظهرت منها عدة أشجار فأعطت بهذا كله منظرا لها لا يعرف إلا في هذه المدينة. في أزقتها كان الكثير من السكان يتحركون باللباس الترڤي الذي يمنح الرجل الأزرق شخصية وهيبة والذي يظهر في كل المواعيد به ومن منا ينسى ذلك العيد المعبر عن أشياء وأشياء عيد السبيبة السنوى. في اليوم الثاني عنده دخلت المدينة، كانت قد تحركت أكثر فدبت بها حركة نشيطة وهنا كانت تظهر كلوحة فيسفسائية بداخلها نوع من اختلاف الألوان وخاصة ألبسة الناس، حيث ظهر العديد من مجموعة الشباب الذين شاهدتم عائدين من المطار في الحافلة مع مجموعة السكان التوارڤ، فشكل ذلك نسيجا جميلا لجانت المدينة الحالمة. شكلت هذه المجموعة كتلة عاملة بالمدينة منهم جنود وتجار ومعلمين إلى غير ذلك، وهذا إلى جانب بقية السكان من أبناء المدينة فانتشرت فيها ناسية الحزن، الفراق ومتمسكة بالأمل الجميل الذي يستحق يوما ما إن شاء اللّه، سرت في شوارع المدينة عندما كانت الريح تبعث بكل شيء وصورة مجموعة الشباب من ذاكرتي ولا سيما عندما تشكلت صورة الشمالي والجنوبي؟! ------------------------------------------------------------------------