تحت إشراف وزير الاتصال جمال كعوان، أطلقت الإذاعة الجزائرية عبر شبكتها من الإذاعات الجهوية 48، في الخامس من شهر أوت 2017، حملة تحسيسية واسعة للوقاية من حرائق الغابات وتعميق ثقافة حماية الغطاء النباتي والبيئة استمرت إلى نهاية شهر أكتوبر 2017. جاء إطلاق هذه المبادرة الوطنية بتوجيه من وزير الاتصال، عن طريق الإذاعات الجهوية، استجابة لحاجة طارئة وملحة فرضها التزايد الملفت لأعداد حرائق الغابات في مختلف ولايات الوطن، والاتساع المقلق لدائرة انتشارها مع ما تخلفه من أضرار وخسائر جسيمة كانت آثارها كارثية على المحاصيل الزراعية، الأشجار المثمرة، والثروة الحيوانية الأليفة (الاقتصادية) والبرية، والعديد من المزارع العائلية الريفية، ناهيك عن الثروة المساحات الغابية ذات الأهمية الاقتصادية والبيئية، وعدد من واحات النخيل في المناطق الجنوبية. تنفيذا لهذه التوجيهات، وبإشراف من المدير العام، أطلقت الإذاعة الجزائرية عبر محطاتها الجهوية، في 05 أوت 2017 هذه الحملة بالتعاون مع كل الشركاء الفاعلين في الموضوع من جماعات محلية، مصالح الغابات، الفلاحة،الحماية المدنية، الدرك والأمن الوطنيين، والحركة الجمعوية والمواطنين؛ حيث وإلى جانب تخصيص فضاءات تفاعلية للنقاش حول خطورة هذه الحرائق وأهمية مساهمة الجميع للحد منها والوقاية من أخطارها وآثارها الكارثية مختلفة الأبعاد، تم تخصيص خط هاتفي أحمر على مستوى كل إذاعة جهوية على مدار الساعة، لاستقبال اتصالات المواطنات والمواطنين، للإبلاغ عن حريق أو طلب المساعدة أو تقديم رأي تحسيسي حول ضرورة انخراط الجميع في هذا العمل الوقائي الوطني المدني. وقد لقيت المبادرة تجاوبا واسعا من طرف المواطنين، عكسته الاتصالات الهاتفية؛ حيث وصلت إلى 1020 اتصال في الساعات الأولى، منها أكثر من 20 اتصالا خاصا بالإنذار بنشوب حريق، ليرتفع هذا الرقم في اليوم الموالي إلى أكثر من 30 اتصالا للإنذار. وقد سجلت أغلب الاتصالات الخاصة بالإنذار بنشوب حرائق في الولايات المتضررة أكثر وهي تيزي وزو، بجاية، البويرة، أم البواقي، غليزان وعنابة، وهو ما سمح للإذاعة بتأكيد حساسية وأهمية دورها كوسيط للتنسيق مع أجهزة المكافحة والإطفاء في مصالح الغابات والحماية المدنية التي تم إشعارها في الحين للتدخل السريع، كما كان لها دور حساس في مرافقة المواطنين في هذه الظروف الصعبة في المناطق الأكثر تضررا. والى جانب المتابعة اليومية لوزير الاتصال لمسار ونتائج هذه المبادرة التحسيسية من خلال تلقيه لحصيلة يومية حول عدد الاتصالات الحصص المخصصة للموضوع، أشرف يوم 09 أوت شخصيا خلال زيارة العمل التي قام بها إلى ولاية بومرداس، على متابعة سير الفضاءات الإذاعية التفاعلية التي برمجت لهذا الغرض عبر الإذاعات الجهوية خاصة في الولايات المتضررة أكثر، كما ساهم في العمل التحسيسي من خلال تدخل نقلته كل الإذاعات الجهوية، كما قام بزيارة ميدانية الى إحدى ضواحي بومرداس حضر خلالها عمليات إطفاء لحريق من طرف فرق الحماية المدنية، كمبادرة تضامنية وتشجيعية لأعوان جهاز الحماية المدنية. وتشير الحصيلة العامة لأعداد الاتصالات المسجلة خلال هذه المبادرة التي تركزت في شهرها الأخير (أكتوبر) على العمليات التحسيسية الخاصة بحماية الغابات، إعادة غرس المساحات المتضررة، ومتابعة تنفيذ التزامات الدولة التي كان قد أعلن عنها معالي وزير الداخلية والجماعات المحلية من تيزي وزو، في 17 جويلية، ثم وزير الفلاحة والتنمية الريفية يوم 19 جويلية 2017، بخصوص تعويض ومساعدة المنكوبين والمتضررين من الحرائق، في 17 ولاية، إلى مستوى عال من تفاعل المواطنين معها، حيث تم استقبال أكثر من 3420 اتصال، ومن هذا الرقم الإجمالي تم تسجيل 156 اتصال تتعلق بإنذارات بنشوب حرائق، والبقية تراوح محتواها بين تثمين المبادرة والتنويه بأهميتها، وبين التعليق على أداء أجهزة المكافحة والبلديات والمواطن والدعوة إلى حماية البيئة والغابات الخ.