بدأت مدينة البليدة تتزين قبل أيام من مقابلة إياب الدور الفاصل المؤهل لنهائيات كأس العالم 2014 لكرة القدم التي يواجه فيها المنتخب الوطني نظيره البوركينابي يوم الثلاثاء (00ر19) بملعب مصطفى تشاكر. وباقتراب هذا الحدث الرياضي الحاسم رفع سكان مدينة الورود المؤازرين دائما لمنتخبهم الوطني الرايات الوطنية على شرفات منازلهم وأمام محلاتهم التجارية وحتى على سياراتهم. كما عرضت لافتات و بذلات وقباعات تحمل الألوان الوطنية للبيع في مختلف أنحاء المدينة. ويتأهب الجميع من اجل عيش أمسية تاريخية يوم 19 نوفمبر القادم يرون فيها تأهل "الخضر" لرابع مرة لنهائيات كأس العالم . ويدور حديث عامة الناس في المقاهي والساحات العمومية حول هذه المقابلة المصيرية, وقال شباب منهم وهم يجلسون بإحدى مقاهي باب السبت بوسط البليدة أن "تسجيل هدف واحد فقط يفصلنا عن ريو دي جانيرو. لقد تمكنا في مقابلة الذهاب بواغادوغو من تسجيل هدفين على الرغم من سوء التحكيم الذي ساعد البوركينابيين وسنقوم في مقابلة الإياب بالبليدة بهز شباك المنتخب المنافس لعدة مرات". وتبقى ذكرى أم درمان عالقة دائما بأذهان هؤلاء الشباب الذين تنقلوا الى السودان سنة 2009 لمناصرة الفريق الوطني في مباراة السد أمام نظيره المصري. "هذه المرة أيضا التأهل لا يفر من أيدينا وسنحتفل وسنطلق الألعاب النارية في احتفال سيبهر العالم برمته" على حد قولهم . ويعتبر العديد من المواطنين أن مدينة البليدة كانت دائما فأل خير ومصدر فرحة للفريق الوطني. وخير ما يدل على الجو الاحتفالي الذي يسود هذه الأيام مدينة الورود هو أحد الشباب الذي ارتدى بذلة رياضية بألوان وطنية وهو يجوب عدة أحياء وهو يبتغي من وراء ذلك - كما أباح - محاولة تحريك البليديين ودفعهم للذهاب بقوة لمناصرة فريقهم الوطني من جهة وإظهار للذين أساؤوا للعلم الوطني الجزائري بقنصليتنا بالدار البيضاء بالمغرب أن الجزائريين متمسكين كثيرا بهذا الرمز الوطني من جهة أخرى. وحتما فإن المواجهة الكروية المقبلة تأتي لتساعد كثيرا من الناحية المالية هؤلاء الشباب الذين تحول نشاطهم لتسويق ألبسة الخضر والأعلام الوطنية والقبعات وغيرها من المبيعات الملونة بالأخضر والأحمر والأبيض والتي يقبل على شرائها المواطنون بكثرة كما هو الحال بساحة أول نوفمبر بقلب المدينة .ويشد انتباه المارة من الجمهور على هذه الساحة مختلف المقاطع الغنائية التي تمجد انتصارات الخضر المنبعثة بصوت مرتفع مما جعل بعض منهم يتفاعل مع هذا الجو الحماسي. ويحضر أهل البليدة الذين يؤمنون بتأهل المنتخب الوطني لإقامة الحفل الكبير بعد انتهاء المقابلة بتأهل "الخضر" في المونديال الذي تحتضنه "بلاد السامبا" .