تدخّل الناخب الوطني رابح سعدان على المباشر، صبيحة أمس، على أمواج الإذاعة الوطنية، متحدثا عن مواجهة مصر والهزيمة التي مُني بها أشباله، التي قال إنها غير منطقية، وربما هي المرة الأولى التي تحدث فيها الناخب الوطني بعفوية، وخرج عن صمته ليضع النقاط على الحروف في أهم القضايا التي سادها الغموض، بما في ذلك الطريقة التي أدار بها الحكم البينيني مباراة أول أمس، والتي لم يهضمها الجمهور الجزائري بل حتى وسائل الإعلام المحايدة. واستهل سعدان حديثة بتحية لاعبيه على المجهودات التي بذلوها منذ بداية هذه الدورة، والاستعداد الكبير الذي أظهروه.. مؤكدا أنه بلغ الأهداف المنشودة من المشاركة في هذه المنافسة وأكثر من ذلك بكثير، وأن أشباله ما كانوا ليخرجوا من سباق اللقب بهذه الطريقة لو كان الحكم نزيها، لكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن وحدث ما حدث أمام أنظار كل العالم الذي سيبقي يتذكر أن الجزائر أقصيت بطريقة ملتوية يندى لها الجبين لم أكن أتوقّع مطلقا حدوث هذا السيناريو كشف سعدان قائلا "ظننت أننا سنلعب نصف نهائي من منافسة كأس أمم إفريقيا يتابعه كل العالم، وأنه ليس بإمكان أي حكم أن تكون له الشجاعة للتحيّز لمنتخب ما في مثل هذه الظروف، ولهذا لم أكن أتوقع مطلقا حدوث هذا السيناريو، لكن ما حدث لنا يجب أن نأخذ منه العبرة وأن نستخلص الدرس، لأن هناك أشخاصا تسوّل لهم أنفسهم فعل أي شيء من أجل الفوز أو التتويج، ولو كان ذلك بطريقة غير شرعية وهو ما يتنافى مطلقا مع الأخلاق والقيم الرياضية العالية التي يجب أن نتحلى بها في مثل هذه الدورات الدولية، لكن الظاهر أن إفريقيا ستبقي دائما إفريقيا مع بداية المباراة أحسست أن هناك مؤامرة تحاك ضدّنا وأضاف الناخب الوطني في سياق تصريحاته قائلا وبدون أيّ تردد "مع بداية المباراة والطريقة التي تعامل بها الحكم معنا أحسست أن هناك مؤامرة تحاك ضدنا، ولكني لم أكن أتوقع مطلقا أن تصل الأمور إلى هذا الحد وبمرور زمن المباراة أدركت أننا لن نتأهل، حتى وإن تمكنا من تسجيل أهداف كان سيلغيها الحكم الذي أظهر تحيّزه بشكل لافت. ولم يتردد في إشهار كم هائل من البطاقات في وجه عناصري حتى يؤثر على تركيزهم ويخرجهم من المباراة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تعداه بكثير باعتبار أن طرد ثلاثة لاعبين في مباراة نصف نهائي ومن فريق واحد يعد سابقة في تاريخ المنافسة، كان بطلها الحكم البينيني كوفي كودجيا". الحكم طبّق التعليمات التي تلقاها بحذافيرها وذهب سعدان إلى أبعد الحدود، حين قال بصريح العبارة إن الحكم كوفي كودجيا البينيني طبق التعليمات والأوامر من الأطراف التي عمل لحسابها بحذافيرها، من خلال طرد العناصر الفاعلة والأكثر خطورة في المنتخب، وإلا فكيف نفسر منحه لإنذار مجاني للمدافع حليش في المرحلة الأولى دون أي سبب يذكر، وصور التلفزيون شاهدة على ذلك. ولم يتوقف عند هذا الحد، بل أعلن عن ضربة جزاء للمنافس مشكوك فيها، وطرد حليش، (الذي أُمر بطرده قبل المباراة) أما بالنسبة للطريقة التي نُفّذت بها ضربة الجزاء فحدث ولا حرج أتفهّم رد فعل شاوشي لأنه أحسّ بالحڤرة وواصل الناخب الوطني حديثه عن الطريقة التي سجل بها المنتخب المصري ضربة الجزاء وقال "ما كان حتى لحكم مبتدئ أن يحتسب الهدف بتلك الطريقة، لأن اللاعب توقف على مرتين قبل تنفيذ الضربة وهو أمر غير قانوني في قواعد كرة القدم، ورغم هذا واصلنا اللعب ولم نقل أي شيء ما عدا احتجاج شاوشي الذي كان منطقيا، ففي نظري أيّ حارس في العالم كان سيحتجّ بنفس الطريقة على الحكم لو احتسب عليه هدفا بتلك الطريقة واصلنا اللعب الهجومي لكن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد وأردف سعدان قائلا إنه وبالرغم من التفوّق العددي للمنتخب المصري بعد طرد حليش فقد طلب من لاعبيه مواصلة اللعب الهجومي ومحاولة تعديل النتيجة، حيث انتهت المرحلة الأولى بتفوّق المنتخب المصري بهدف دون مقابل، وكنا نأمل في أن يعيد الحكم حساباته ويصلح أخطائه في الشوط الثاني، لكن الغريب في الأمر أنه كان قاسيا معنا كثيرا، حيث لم يتردّد في طرد بلحاج مباشرة بالبطاقة الحمراء، وكأنه أراد قتل المباراة، وهو ما أثّر سلبا على معنويات اللاعبين وجعلهم يتحمّلون عبء المباراة، وزادت الأمور تعقيدا بطرد شاوشي هذا الطرد الذي لا يستحق أي تعليق حاولت إحداث تغييرات لكن المعادلة لم تكن متكافئة اعترف الناخب الوطني أن الحكم أخلط حساباته أكثر من المنافس، وذلك بطرده لثلاثة لاعبين وقال "حاولت إحداث تغييرات على التشكيلة ليس للفوز بالمباراة بل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، مادام أن الحكم نجح في تطبيق السيناريو الذي أمر به، ولكني صراحة لم أجد الحلول اللازمة، لأن المعادلة أصبحت غير متكافئة، فأن تلعب ب 8 لاعبين ضد 11 لاعبا هذا أمر غير منطقي، والمعادلة مختلة وغير متكافئة ورغم هذا ما أفرحني كثيرا رغم الهزيمة أن أشبالي لم يستسلموا وواصلوا صمودهم إلى أخر لحظة من المباراة ولهذا أرى أنهم يستحقون كل التشجيع والتقدير. شئنا أم أبينا المصريون يملكون مفاتيح الكاف ودون أن يحاول الناخب الوطني تبرير هزيمة منتخبه قال بصراحة كبيرة وبطلاقة "شئنا أم أبينا المصريون بنفوذهم الكبير على مستوى الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم عرفوا كيف ينظمون أمورهم ويختاروا الحكم الذي يساعدهم لبلوغ النهائي، ولهذا أقول إنهم يملكون مفاتيح الكاف التي يقع مقرها في القاهرة، والجزائر ليست المنتخب الوحيد الذي تعاملوا معه بهذه الطريقة، فالكواليس عادة ما تقول كلمتها في مثل هذه المباريات الحاسمة والمهم أننا لعبنا بنزاهة ودافعنا عن حظوظنا حتى آخر لحظة المنتخب المصري لم ولن ينهزم مع كوفي كودجيا مطلقا وعاد سعدان في سياق حديثه إلى الجوانب التاريخية مظهرا لبعض الحقائق بخصوص الحكم البينيني كوفي كودجيا، حيث قال "المنتخب المصري لم ينهزم مطلقا مع هذا الحكم فهل هذا راجع لقوة الفراعنة أم لاعتبارات أخرى مثل التي شاهدناها في المباراة ناهيك أنه أدار جل مباريات الأندية المصرية على الصعيد القاري، وحتى الأندية المصرية لم تنهزم معه على غرار نادي الاهلى المصري، وصراحة كنا نعرف هذه المعطيات قبل المباراة، ولكن لم نكن نعلم مطلقا أنه سينتهج نفس المنوال في مباراة نصف نهائي يتابعها كل العالم. أشكر الأنصار الذين تنقلوا إلى أنغولا لمساندتناأشاد الناخب الوطني مطوّلا بالأنصار الذين تنقلوا إلى بانغيلا للوقوف إلى جانب منتخب بلادهم، رغم بعد المسافة ومشقة الطريق وشكرهم وحيّاهم على وقفتهم الرجولية، كما اعتذر لهم على الهزيمة التي مُني بها الخضر والتي كانت بطريقة غير شرعية يندى لها الجبين، مؤكدا أن لاعبيه سيعملون بجدية مستقبلا لتدارك هذا التعثر والظهور بوجه طيّب في المواجهات المقبلة سيما وأن الخضر مقبلون على المونديال. رد فعل الجماهير الجزائرية أفرحنا وحفزنا كثيرا أوضح سعدان أن اللاعبين كانوا على علم بخروج الأنصار إلى الشوارع في الجزائر للاحتفال، بالرغم من الهزيمة، إدراكا منهم أن الهزيمة مفتعلة، ولم تكن بطريقة رياضية بالنظر إلى التحيّز الكبير الذي أظهره الحكم للمنتخب المصري. وقال إن هذه الخرجة زادت من حماسهم وخففت من وقع صدمة الهزيمة في نفوسهم ووعد الجميع برفع التحدي مستقبلا وإسعاد الجماهير الجزائرية بالنتائج الإيجابية. حققنا أهدافنا من المشاركة الإفريقيةلم يتردد الناخب الوطني في التركيز على نقطة مهمة من خلال تصريحاته، حيث قال يجب أن يعرف الجميع أننا حققنا الأهداف المنشودة من هذه المشاركة الإفريقية وأكثر من ذلك باعتبار أننا قلنا في البداية أن كاس أمم إفريقيا ستكون بمثابة محطة تحضيرية هامة بالنسبة لنا قبل المونديال وأننا سنضمن على الأقل المشاركة في ثلاثة مباريات دولية والحمد لله وفقنا في بلوغ الدور نصف النهائي وخرجنا من سباق اللقب بالطريقة التي شاهدها كل العالم وبالتالي أقول من الآن لا خوف على المنتخب في المونديال وسنكون أقوي. أحد المدربين الفرنسيين قال لي الآن عرفت لماذا تتوّج دائما مصر باللقب وبالرغم من أن المدرب سعدان معروف بتحفظه إلا أنه خرج عن القاعدة هذه المرة وقال دون أن يذكر اسم المدرب الذي تحدث معه التقيت بعد نهاية المباراة أحد التقنيين الفرنسيين المعروفين على الصعيد الإفريقي وقال لي بصريح العبارة لا تستحقون الخروج من سباق اللقب بهذه الطريقة والآن أدركت لماذا تتوج مصر دائما باللقب القاري ولا تتأهل للمونديال فالأمور أصبحت واضحة ويعلمها العام والخاص. تأهّلنا إلى المونديال أكثر من التتويج باللقب الإفريقي وفي سياق حديثه، أشار الناخب الوطني إلى أن التأهل إلى المونديال وضمان مشاركة مع الكبار أكبر بكثير من التتويج باللقب الإفريقي ونحن نعتز بهذا الانجاز ونعرف جيدا انه لولا الحكم ما كنا لنخرج على الأقل بهذه الهزيمة من من نصف النهائي لكن ضميرنا مرتاح لأننا لم نقصر في حق منتخب بلادنا وحققنا انجازا تاريخيا بالمقابل بتأهلنا إلى جنوب إفريقيا بجدارة واستحقاق ورغم انف الأطراف الذين يحاولون عرقلة مشوارنا الايجابي يشتي الطرق والوسائل. لن نفرط في المرتبة الثالثة وسندافع عن حظوظنا أما بخصوص مباراة الغد الترتيبية لتحديد صاحب المرتبة الثالثة والتي سيواجه فيها المنتخب الوطني نظيره النيجيري بملعب بانغيلا فقال سعدان سنخوض المواجهة دون أي ضغط يذكر بما أننا حققنا أهدافنا المنشودة من هذه المشاركة وسندافع عن حظوظنا إلى أخر لحظة باعتبار أن المرتبة الثالثة أيضا مشرفة وتهمنا لتدارك هزيمتنا أمام المنتخب المصري وسنكون سعداء لو نتمكن من تحقيق هذا الانجاز ولو أننا نستحق أكثر من هذا لو كان التحكيم نزيها في مباراة أول أمس عموما لا داعي للعودة إلى الوراء لان الكلام لا يجدي نفعا والتاريخ سيبقي شاهدا أن مصر فازت علينا في نصف النهائي بهدية من الحكم حتى لا نقول أكثر من هذا. سأحاول إيجاد الحلول اللازمة لتغطية الغيابات الأكيد أن الحكم البينيني لم يكتف بهزمنا فقط، أمام المنتخب المصري، بل حاول تحطيمنا هذا ما قاله سعدان، الذي اعترف بصعوبة المأمورية أمام منتخب مونديالى في مباراة اليوم ويتعلق الأمر بمواجهة المنتخب النيجيري الذي سيدخل المباراة بقوة بدوره ويحاول على الأقل الظفر بالمرتبة الثالثة وبالنظر إلى الغيابات الكثيرة التي ستشهدها التشكيلة بسبب العدد الكبير من البطاقات التي وجهها كوفي كودجيا قال سعدان "سأحاول قدر المستطاع إيجاد البدائل اللازمة مادام أننا نملك منتخبا وليس لاعبين، ومتأكد من أن اللاعبين الذين سيحصلون على فرصتهم وسيبلون البلاء الحسن خلال المباراة و"لدينا لاعبين محترفين يجيدون التأقلم مع الوضعيات الصعبة أما بخصوص الوضعية النفسية للاعبين عقب الهزيمة أمام المنتخب المصري فقال سعدان "عناصري يدركون تمام الإدراك أنهم لم ينهزموا بطريقة شرعية، ولهذا أتوقع أن لا يكون وقع الهزيمة على نفوسهم قويا، بالإضافة إلى أن جلهم محترفين يجيدون التأقلم مع مثل هذه الوضعيات الصعبة وأنا شخصيا سأدعوهم إلى ضرورة طي صفحة مباراة مصر والتفكير في مواجهة اليوم أمام المنتخب النيجيري التي هي على بالغ من الأهمية. وخير دليل على ذلك أننا تمكنا تجاوز هزيمة منتخب مالاوي في المباراة الأولى من المنافسة وعدنا بقوة في الواجهة الثانية أمام مالي ولهذا أقول إني انتظر رد فعل إيجابي من عناصري اليوم أمام نيجيريا