تسارعت الأحداث أمس داخل بيت المنتخب الوطني عقب الهزيمة المذلة التي مني بها رفقاء مجيد بوقرة في أول ظهور لهم في منافسات كأس أمام إفريقيا بأنغولا حيث اجتمع رئيس الاتحادية الوطنية لكرة القدم بالمدرب رابح سعدان مطالبا منه تقديم تفسيرات حول هذه الهزيمة التي اعتبرها غير مقبولة على الإطلاق. مباشرة عقب نهاية المباراة عقد رئيس الفاف اجتماعا طارئا مع الطاقم الفني بقيادة رابح سعدان، حيث أفادت مصادر مقربة من داخل المنتخب بأن الحاج روراوة لم يهضم الطريقة التي لعب بها الخضر وكذا الهزيمة التي وصفها بالقاسية وغير المقبولة أمام فريق متواضع بحجم المالاوي، خصوصا وأن الجزائر ستمثل القارة الإفريقية إلى جانب أربعة فرق أخرى في مونديال جنوب إفريقيا 2010. وتعتبر خرجة رئيس الفاف متوقعة من أجل وضع النقاط على الحروف خاصة وأن ما ينتظر رفقاء نذير بلحاج أصعب بكثير في الجولتين المتبقيتين من عمر الدور الأول لأن الأمر يتعلق هذا الخميس بنجوم مالي التي اكتسحت البلد المضيف في مباراة الافتتاح برباعية كاملة في ربع ساعة فقط، وهي الرسالة التي يبدو أن روراوة أراد توصيلها إلى الطاقم الفني بأنه لا يمكن القبول يغير ضمان التأهل إلى الدور الثاني مهما كان الأمر بما يسمح بتشريف الجزائر. ورغم الهدوء الذي عوّدنا عليه الحاج محمد روراوة في مختلف مواجهات الخضر إلا أنه بدا في غاية التأثر، بل في قمة الغضب، وهو يشاهد هزيمة المنتخب المذلة أمام فريق لم يكن يحسب له أي حساب، ويكون رئيس الفاف أدرك بأن مهمة التأهل باتت أصعب على أشبال رابح سعدان الذين وضعهم أمام الأمر الواقع خاصة وأن المسؤولية الأول في الاتحادية وضع ضمن أولويات الفريق بلوغ المباراة النهائية من منطلق أننا متأهلون إلى المونديال وهزمنا حامل لقب كأس أمم إفريقيا مرتين. ومن الممكن ألا تمرّ هزيمة أمس مرور الكرام داخل بيت الخضر حيث أعادت من جديد أجواء التوتر التي ميزت التربص الإعدادي لهذه المنافسة بجنوبفرنسا حينما تسرّبت معلومات عن رغبة الناخب الوطني في رمي المنشفة مباشرة بعد كأس أمم إفريقيا، مع الإشارة إلى أن تصريحات سعدان التي سبقت تنقل الخضر إلى لواندا وصفت ب »الانهزامية« لتبرير أي تعثر قد يسجله المنتخب الوطني خلال هذه المنافسة الإفريقية. وبناء على كل هذه المعطيات فإنه لا خيار أمام سعدان سوى مراجعة خياراته التكتيكية التي أثارت الكثير من الانتقادات من طرف المتتبعين، ومن ذلك ردّ فعل اللاعبين بعد تلقيهم الهدف الأول حيث بقوا تائهين ومتفرجين أمام عناصر منتخب مالاوي التي عرفت من أين تؤكل الكتف.