سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المنتخبات الأخرى تعرف حتى التشكيلة الأساسية وخطة اللعب ونحن مازلنا في مرحلة إنتقاء اللاعبين
ياحي حسين: ليس بهذه الطريقة نحضر منتخبا مقبلا على مشاركة مونديالية
لم نستخلص الدروس السابقة وسنقع في نفس الأخطاء بإبعاد اللاعبين ما تعليقك على قرار سعدان بإبعاد 6 لاعبين من الخضر؟ بكل صراحة فقد تفاجأت كثيرا لما بلغ مسامعي أن الناخب الوطني رابح سعدان، قرر إبعاد 6 لاعبين عن التشكيلة الحالية، وأظن أن لا أحد في الجزائر كان ينتظر أن يقوم بهذه الخطوة، خاصة وأن العد التنازلي للمونديال قد بدأ، وهو ما عاد بي إلى سنوات للوراء لأننا عشنا هذه الوضعية من قبل. تقصد سنتي 1982 و1986، أليس كذلك؟ بطبيعة الحال، وسأكون صريحا معك إلى أبعد الحدود، فما أقلقني أكثر في هذه القضية ليس هوية اللاعبين المبعدين أو محدودية إمكاناتهم، وإنما توقيت إبعادهم من المنتخب، وصراحة أظن أننا لم نستخلص الدروس السابقة ووقعنا في نفس الأخطاء رغم مرور سنوات وسنوات عديدة، وكان من الأجدر بنا أن نتقدم نحو الأمام ونتفادى الوقوع في نفس المتاهات. إذن أنت ترى بأن إبعادهم لم يكن قرارا صائبا؟ بطبيعة الحال، وأسألك سؤالا فقط؟.. ماذا تفعل المنتخبات العالمية الأخرى المتأهلة إلى المونديال، هل تسمع مثلا أن أحدها قام بإبعاد عدة لاعبين وتعويضهم بأخرين، أظن أننا مازلنا نسير المنتخب الوطني وفق سياسية عشوائية، وبهذه الطريقة نتوجه نحو تحقيق الكارثة في جنوب إفريقيا، وأضيف شيئا آخرا؟ تفضل؟ أعتقد أن المنتخبات المتأهلة للمونديال في مثل هذه المرحلة تقوم بوضع آخر الرتوشات على التشكيلة واختبار الخطط التكتيكية، بل وهناك مدربين لديهم نظرة وفكرة من الآن عن التشكيلة الأساسية والخطة التي سيعتمدونها خلال اللقاءات الأولى، بينما مازلنا نحن في مرحلة أنتقاء اللاعبين ولا نعرف أصلا الأسماء التي ستتنقل إلى جنوب إفريقيا، وهذا الأمر لن يخدم الكرة الجزائرية ويهدد سمعتها في أكبر المحافل الدولية. تبدو متأثرا جدا بما حصل؟ بطبيعة الحال وربما أكثر مما تتصورون، لأنه سبق لي أن عشت مثل هذه الوضعية وأعرف جيدا عواقبها الوخيمة، كنت أتمنى لو كنا نفكر في طريقة اللعب والتحضير نفسيا لهذا الموعد العالمي عوض التفكير في الأسماء التي ستبعد والتي ستخلفها، رغم أنه لم تعد تفصلنا إلا 80 يوما تقريبا عن التنقل إلى جنوب إفريقيا. سبق وأن عشت الإبعاد سابقا، ما تعليقك؟ هذا هو بيت القصيد، وأنا أعرف جيدا عواقب هذه الخطوة، كما أني أعرف ما يشعر به اللاعبون المبعدون، تصور أن الأمر حدث قبل أسابيع فقط عن كأس العالم التي يحلم كل لاعب بالمشاركة فيها، من دون شك أنهم أصيبوا بصدمة قد تسبب لهم مشاكل نفسية بعدها. وحسب رأيك، ما هي دوافع الإبعاد؟ لا أعرف.. سعدان هو الذي بإمكانه الإجابة بدقة على هذا التساؤل لأنه المعني بالأمر، لكن حسب رأيي، أعتقد أننا مازلنا في عقلية الماضي ولم نستفد من أخطائنا، فهناك ضغوط كثيرة في المنتخب وكل طرف يحاول الدفاع عن لاعب ما، كما أن الأغرب هو أن المبعدين لم يحظوا بفرصة اللعب والكشف عن قدراتهم، "الناس هكذا تشوف" بأن مستواهم محدود، لكنهم رغم ذلك كانوا من بين الذين ساهموا في التأهل للمونديال. وهل تظن بأن الجدد سيكون لهم الوقت الكافي للتأقلم؟ ها هو الإشكال الحقيقي، فنحن حاليا يفصلنا عن المونديال حوالي 80 أو 90 يوما، وهي مدة غير كافية للاعبين الجدد من أجل التأقلم والإنسجام مع باقي اللاعبين خاصة أن التربصات قليلة ولن نلعب مباريات ودية كثيرة، لذا أعتقد أنه كان علينا أن نبقي على نفس التعداد وندعمه على الأكثر بعنصرين أو ثلاثة، وهناك شيء أخر. ماهو؟ الجميع يعلم بأن قوة التشكيلة الحالية كانت في روح الجماعة والتضامن الكبير الموجود بين اللاعبين، وهو ما كان يولد شحنة إضافية لدى اللاعبين الذين كانوا يعوضون نقائصهم بالحرارة والإرادة، مع تغيير المجموعة واستقدام عدة عناصر جديدة، أعتقد أن الأمور ستتغير والتشكيلة ستفقد روحها باعتبار أن علاقة اللاعبين، فيما بينهم يلزمها بعض الوقت حتى تتطور أكثر، ونحن لا يمكننا الإنتظار والمونديال على الأبواب. كلمة أخيرة؟ أقولها وأعيدها، الكرة الجزائرية تسير نحو الكارثة بهذه الطريقة وفي ظل مثل هذه "العقليات" السائدة، وليس بهذه الكيفية نحضر منتخبا متأهل إلى كأس العالم التي شارفت على الإنطلاقة، كما أن ما حدث أكد للمرة الألف أننا لم نستخلص دروسنا السابقة ونسير في طريق الوقوع في نفس الأخطاء، رغم أنه كان علينا أن نفكر باحترافية في توفر كل الظروف لهذه التشكيلة.