عندما يكون الفريق مليح يقولون لي لا تتكلم الفريق راه مليح، وعندما الفريق ما يكونش مليح يقولون لي لا تتكلم الفريق ما راهش مليح.. هي قصة لن أنساها ما حييت، وقعت للاعب سابق في فريق جزائري، صار بعدها عضوا في الجمعية العامة لنفس النادي. المسكين كان يواجه بتلك الإجابة كلما أراد الكلام، وذات يوم انفجر غضبا متسائلا أمام عناصر الجمعية العامة وقال كلمة بقيت راسخة إلى اليوم: الفريق مليح ما نتكلمش، الفريق ماشي مليح ما نتكلمش، في كلتا الحالتين ما نتكلمش، وقتاش نتكلم إذن؟.. أتذكر هذه الحادثة الطريفة كلما سمعت كلام بعض الناس، ممن يضعون أنفسهم في خانة الوطنيين فوق العادة، والذين يزايدون علينا في حب الجزائر والفريق الوطني بمناسبة وغير مناسبة، مع أن الجميع يعرفهم على حقيقتهم.. وهو أمر لا نقبله بتاتا لأنه قمة الوقاحة والسفاهة والبلادة.. الغريب في قصة هؤلاء هو أنهم يحاولون تحريض البعض ضد أسياهم، في تصرف شاذ يقترب من الصبيانية.. وهي محاولة فاشلة لتبرير فشلهم في مكان ما.. إن أخطر وأقبح ذنب ارتكبه هؤلاء هو عندما يربطون بين حب الوطن وانتقاد المنتخب الوطني لكرة القدم.. بصراحة، لا أجد ما أقوله هنا سوى أنها أجمل نكتة سمعتها في حياتي، تقتل بالضحك.. تساءلت مع نفسي وقلت: هل فعلا أن كل من يحب وطنه يمكنه الصمت في حالة ما إذا رأى تصرفا مشينا أو مسيئا لذات الوطن.. لماذا لا نعكس الآية ونتهم كل من يسكت عن انتقاد المنتخب الوطني بالخيانة، أو الجبن على الأقل.. سبحان الله، وكاننا لسنا في دولة ديمقراطية.. أسئلة أخرى أخيرة ونقصّ: ماذا كان سيحدث لو لم ننهزم أمام صربيا، ولو لم يبعد الناخب الوطني رابح سعدان لأولئك اللاعبين، ولم يتم انتقاد بعض خياراته من طرف محللين جزائريين، و و و.. الإجابة ساهلة ماهلة: كنا سنذهب للمونديال بفريق ناقص من كل الجوانب.. وللحديث بقية.