طالب نادي ليتشي الإيطالي، من المستقدم الجديد للخضر، جمال مصباح، بالعودة فورا إلى الفريق، بعد أن تعقّدت أموره بشكل كبير في القسم الثاني، وهو الذي كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الصعود إلى القسم الأول الإيطالي، حيث لم تمر الهزيمة التي تكبدها نادي ليتشي في الجولة الأخيرة مرور الكرام على إدارة النادي وحتى على طاقمه الفني، خاصة أنه لم يكن ينقص ليتشي سوى نقطة واحدة لتحقيق الصعود ل"سيريا أ"، وهو ما لم يتمكن رفاق مصباح (في ظل غيابه) من تحقيقه، خاصة بانهزامهم في عقر الديار أمام صحاب المركز الثالث "سيزانا" ب1-2، في حين تمكن الوصيف "بريتشيا" من تقليص الفارق إلى 4 نقاط فقط (ليتشي 73، بريتشيا 69)، وهو ما أحدث حالة طوارئ في نادي ليتشي، الذي اقتنع بفكرة أنه لا مناص من استدعاء جمال مصباح للعب لقاء الجولة القادمة الحاسم للغاية أمام "فيتشنزا" المهدد بالسقوط، قصد مد يد العون وتحقيق نقطة التعادل التي تسمح له بالصعود. معنويات مصباح منحطة ومتخوف من تضييع المونديال وتبقى الحالة المعنوية للاعب مصباح، صعبة للغاية، بحيث وجد نفسه في أصعب موقف يتعرض له في مشواره الكروي، فقد أكد مصباح للوفد الصحفي الموفد لتغطية التربص التحضيري ل"الخضر"، أن ناديه لم يحقق الصعود بعد، إذ أكد أن نقطة واحدة تفصله على اللعب في "السيريا أ"، وهي النقطة التي لم يتمكن زملاءه من تحقيقها، ما جعل إدارة النادي تضطر إلى ربط اتصال باللاعب أمس، وإعلامه بضرورة الالتحاق في أقرب الآجال لخوض المباراة الحاسمة أمام "فيتشنزا"، وهو ما وضع اللاعب في موقف حرج وجعله يرتبك، طالما أنه وافد جديد للمنتخب الوطني ولم يفرض نفسه بعد، ناهيك عن أنه كان يأمل في إقناع سعدان بإبقائه ضمن قائمة ال23 المعنية بلعب المونديال، لذا فمصباح يرى أنه يوجد في أصعب موقف يخص مشواره الاحترافي، وأي قرار سيتخذه سيضر كثيرا مشواره الكروي. سعدان وقف على نفسية اللاعب وقرر تسريحه وأمام الوضع الحرج الذي كان عليه جمال مصباح، لم يجد من حل سوى التقرب من الناخب الوطني رابح سعدان، وإعلامه بالخبر الذي أحط من معنوياته كثيرا، باعتبار الكلمة الأولى والأخيرة تعود لسعدان في مثل هذه الأمور، إلا أن المدرب وبعد التشاور مع طاقمه الفني وحتى الإداري، قرر النزول عند رغبة ليتشي، وبالتالي تسريح اللاعب للالتحاق بناديه، طالما أنه تنتظره مباراة أكثر من حاسمة سيلعب على إثرها ورقة الصعود. وكان سعدان قد رخّص لبعض اللاعبين التأخر عن موعد تربص الخضر، وهذا للعبهم لقاءات حاسمة مع فرقهم، على غرار يبدة وبلحاج المعنيان بنهائي كأس إنجلترا، والحال نفسه بالنسبة لمدحي لحسن، الذي بقي مع سانتندير ولم يلتحق سوى أول أمس، بعد أن ضمن البقاء، كما أن سعدان نزل عند رغبة نادي سيينا الإيطالي الذي طلب إبقاء غزال لخوض اللقاء أمام الإنتير، حتى وإن كانت سيينا رسمت سقوطها للقسم الثاني، وبالتالي يكون قد رفض التعامل بسياسة الكيل بمكيالين وقرر تسريح مصباح، الذي سيلعب هذا الأحد مباراة حاسمة أمام "فيتشنزا". لم يتمكن من الكلام ويرى المونديال بعيد المنال ولقد أثر هذا الإشكال كثيرا على نفسية اللاعب مصباح، فبعدما وصله خبر ضرورة التحاقه ب"ليتشي"، فإنه يرى أن مغادرته لتربص المنتخب الوطني سيضعف من حظوظه للعب المونديال القادم، باعتباره يتصارع مع عدة لاعبين على البقاء ضمن قائمة ال23، وغيابه سيقلص من حظوظه، خاصة أن العمل الجاد سيبدأ هذا السبت، وبعد اكتمال التعداد فإن سعدان سيباشر العمل التكتيكي، في حين أنه سيضيّع في هذه الحالة حصتين على الأقل، مما قد يضطر الناخب الوطني لصرف النظر عليه، وهو الذي كان قد فرح فرحا شديدا بمجرد إجرائه أول حصة تدريبية مع الخضر. ولم تكن إدارة ليتشي، لتطلب خدمات جمال مصباح لو لم تكن بحاجة ماسة لخدماته، خاصة وأن مباراة فيتشنزا ستلعب خارج الديار، وهي المباراة التي تتطلب تحصين الدفاع جيدا، وجاءت طلبية ليتشي بالنظر إلى حاجته إلى ظهير أيسر يُحسن تغطية الرواق الأيسر جيدا.