إنتقلت أجواء الملاعب الجزائرية، بأكملها إلى أوروبا، وبالضبط إلى سويسرا أين يتربص المنتخب الوطني، بحيث من يوم لآخر يزداد عدد أنصار الخضر الذين يقدمون من كل أقطاب العالم والكرة الأرضية للوقوف بجانب التشكيلة واللاعبين، فبعد الذي حدث في الحصص التدريبية الماضية، فإن الحصة عشية أمس التي أقيمت في الملعب الرئيسي"سيون"، شهدت حضور قويا للجالية الجزائرية، وهو الشيء الذي جعل الكل يعلق أنهم الأنصار يتواجدون في بلدهم وفي ملاعبهم، خاصة السويسريون الذين انبهروا للعدد الكبير الذي أصبح يتابع تحضيرات تشكيلة النخبة رغم كل الصعوبات وبعد المسافة، هذا الإقدام جعلنا نعتقد أننا في الجزائر وليس في أوروبا، والعجيب أنها مجرد حصص تدريبية وليست لقاءات رسمية، فيا تُرى ماهو العدد الذي سيتنقل إلى جنوب إفريقيا؟ الأنصار إقتحموا أرضية ميدان ملعب "سيون" كالعادة، إن أنصار الخضر، ومن قوة حبهم للمنتخب، وكذا تشوقهم لرؤيته في العلالي، وفي مثل هذه المناسبات الكبيرة والعالمية، لم يتمالكوا أنفسهم عشية الأمس، ولم يقتنعوا بمتابعته عن قرب، بحيث إقتحموا أرضية ميدان "سيون" لأخذ الصور التذكارية ومعانقة النجوم، الذين أعادوا الكرة الجزائرية إلى السكة الصحيحة وإلى الطريق السليم، وهو الشيء الذي خلق نوع من الفوضى ما تطلب تدخل الشرطة والأمن السويسري لتهدئة الأمور، وإعادة الأنصار إلى المدرجات وفسح المجال لأشبال سعدان للتدرب ومزاولة التحضيرات، ولحسن الحظ أن الشرطة السويسرية حضرت جيدا نفسها لمثل هذه الأشياء، خاصة وأنها عاشت مثلها في الحصص التدريبية الأولى. تعليمات صارمة من الشرطة السويسرية وعلى ما يبدو، فإن الشرطة السويسرية وأعوان الأمن، تلقوا تعليمات صارمة من إدارة الفندق والمركب، خاصة بعد الذي حدث في الأيام الماضية، وهذا من أجل السهر على توفير كل الأجواء اللازمة والمناسبة للخضر، من أجل التدرب في ظروف جد عادية، بحيث وفور إقتحام أنصار الخضر لأرضية الميدان عشية الأمس، سارعت مجموعة كبيرة من الأعوان لحفظ سلامة اللاعبين ولم يتركوا أي كان الاقتراب منهم، رغم أنهم لم يرفضوا ولم يعارضوا أخذ صور تذكارية مع الجزائريين، إلا أن الأمن يبدوا أنه تبع تعليمات قدمت من الأعلى أو ربما من رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ورابح سعدان، وهذا عكس المرة الماضية أين وجد الأمن صعوبات في تهدئة الأمور حينما إقتحم الأنصار أرضية ميدان ملعب "سيون". الأمن يستنجد بمكبرات الصوت لتهدئة الأمور ولم يجد أعوان الأمن من وسيلة، من أجل مخاطبة الأنصار وإلحاق الرسالة إليهم، إلا عن طريق مكبرات الصوت التي كانت حاضرة في عين المكان، ليتم الاستنجاد بها بعد الفوضى العارمة التي عاشتها الحصة التدريبية للخضر لأمس الأحد، والغريب أنها كانت جاهزة في أماكنها، ولم يبق سوى تشغيلها واستعمالها، وهذا ما يعني أن أعوان الأمن كانوا يتوقعون حدوث مثل هذه الأشياء، سيما وأن الأمر يتعلق بالجزائريين الذين لا يعترفون بأي شيء. مناصر جزائري أخذ على عاتقه عملية التنظيم هذا وقد تبرع أحد مناصري الخضر، بخدمة منه، ليكلف نفسه بمهمة تنظيم الأمور مع الجزائريين، الذين تنقلوا إلى المدرجات، بحيث أخذ على عاتقه كل العملية بالتنسيق مع أعوان الأمن الحاضرين هناك، وهذا لتهدئة الأمور وإقناع الأنصار بالعودة إلى أماكنهم، للإشارة فإن أعوان الأمن كانوا قد استعملوا الخشونة مع الأنصار لإخراجهم من الملعب، وهو الشيء الذي إستاء له الأنصار الذين راحوا يهددون الأمن بشتى الوسائل، قبل أن يتدخل أحد المناصرين ليتصل بهم ويهدئهم.