أعلن وزير الثقافة والفنون السيد زهير بللو، على هامش زيارته المكتبة الوطنية بمناسبة الاحتفاء باليوم العربي للمخطوط، عن طرح 11 ملفا حول التراث المادي الجزائري، خلال الأسبوع المقبل، على مائدة اليونسكو، التي تدرس، حاليا، ملفين آخرين، هما الزليج، والحلي واللباس القبائلي؛ في خطوة تؤكّد قوة الدبلوماسية الثقافية الجزائرية، وأهمية تحقيق الأمن الثقافي. بالمناسبة، دعا بللو خلال زيارته المكتبة الوطنية في إطار الاحتفاء باليوم العربي للمخطوط، أصحاب الخزائن والزوايا إلى الاقتراب من المكتبة الوطنية والمركز الوطني للمخطوطات بأدرار؛ بغرض حفظ وحماية المخطوطات التي يمتلكونها، باعتبار أنّها كنز ثمين للوطن، ومحاربة عمليات البيع غير المشروع لها، والنهب والسرقة التي تتعرّض لها. الوزير نوّه بامتلاك المكتبة والمركز قرابة 10 آلاف مخطوط، وبمواصلة عمليات ترميمها ورقمنتها، حيث تم إلى حدّ الساعة، رقمنة ثلث رصيد الجزائر من المخطوطات، وكذا وضع برنامج لرقمنة 30 ألف نسخة هذه السنة، علاوة على ترميم سابق ل17 ألف وثيقة، ليشكر، أيضا، الجمعيات التي تساهم في عملية الحفظ، وكذا جهود المكتبة في القيام بعمليات العلاج الوقائي من خلال تنقلها إلى الجنوب الجزائري، ومباشرتها عمليات حفظ في عين المكان، هذه المخطوطات التي تستقطب اهتمام المؤرخين والعلماء. من جهته، أشار مدير المكتبة البروفيسور منير بهادي، إلى تسجيل الجزائر مخطوطين في اليونسكو ضمن "الذاكرة الإنسانية"، تملكهما المكتبة الوطنية الجزائرية، الأول هو "المستملح" من كتاب التكملة للذهبي، وهو مخطوط فريد، موجود، فقط، في المكتبة الجزائرية. يتحدث فيه صاحبه عن علماء وعالمات الأندلس. والمخطوط الثاني هو كتاب القانون في الطب لابن سينا. وبالمقابل، تحدثت رئيسة مصلحة المخطوطات والمؤلفات النادرة بالمكتبة الوطنية، السيدة فطومة بن يحي إلى "المساء"، عن أهمية رقمنة المخطوطات التي قد تتعرض للتلف جراء كوارث طبيعية مثلا، وعن ضرورة الاستعانة بطلبة تخرّج معهد الذكاء الاصطناعي، للكشف عن خبايا المخطوطات؛ مثل استخراج ما تم مسحه منها، وهو ما تقوم به الدول المتقدمة التي تعتمد لذلك على الأشعة متعدّدة الأطياف. وتحدّثت بن يحي عن انتقال المكتبة إلى عين صالح العام الماضي. والنتيجة جلب 135 مخطوط تملكها 24 عائلة، مضيفة أنه تم خلال هذه العملية، الكشف عن أسماء علماء جزائريين غير معروفين، وحتى عن أنواع غير معروفة من الخط. وكشفت المتحدثة عن ضم المكتبة 6902 مخطوط، أقدمها مخطوط عمره 1300 سنة، وهو عبارة عن آيات قرآنية مكتوبة على الجلد بخط كوفي عراقي. أما السيدة مريم قدام فتطرقت في حديثها مع "المساء"، لنشاط قسم الحفظ والترميم، فقالت إنّ أيّ كتاب في المكتبة الوطنية يجب أن يمر على هذه المصلحة، في حين يتم على مستوى كل مخطوط، تطبيق عمليتي الحفظ الوقائي، والحفظ العلاجي. فأما الأولى فهي حفظ المخطوط من الحرارة والرطوبة والحشرات والقوارض، بينما تهتم العملية الثانية بالقيام بتحاليل ميكروبيولوجية للكشف عن صحة أو علّة المخطوط، بالإضافة الى التأكد من جودة المواد المستخدمة في عملية الترميم.