❊ 87600 حالة طلاق في 2024 بمعدل 240 حالة طلاق يوميا ❊ تأهيل الشباب قبل الزواج كفيل بخفض نسب الطلاق عرض الدكتور كمال بوزيدي عضو المجلس الإسلامي الأعلى، وعضو اللجنة الوطنية للإفتاء واللجنة الوطنية للأهلّة بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، ورئيس لجنة الفتوى بالمجلس الإسلامي الأعلى، مؤخرا، في ندوة علمية نظمها المجلس الاسلامي الأعلى بعنوان "ظاهرة الطلاق في الجزائر.. وتأثيرها على المجتمع" مختلف الأسباب التي أدت إلى ارتفاع حصيلة هذه الظاهرة في الجزائر، موضحا أن دوافع ارتفاع نسبة فكّ هذه العلاقة المقدسة، تعود إلى العديد من الأسباب. وقد تختلف بين الطلاق الواجب، والحرام، والطلاق المكروه؛ أي باختلاف الدافع وراء الرغبة في الطلاق، موضحا: "إن الطلاق رغم شرعيته فهو أبغض الحلال عند الله. وإن كان بغير حجة أو لم يتم احترام أحكامه، فهو غير جائز". أشار الدكتور على هامش الندوة العلمية، إلى أن الطلاق أنواع. ولا يجب على الإنسان؛ الزوج أو الزوجة، الاستهانة بهذا الأمر، فهو عظيم عند الله. ولا بد من التفكير في القرار قبل اتخاذه؛ حتى لا يؤثم على الفعل إذا ما كان في غير محله، وقرارا دون حجة. وقال الدكتور بوزيدي: "إن الطلاق المباح هو طلاق واجب؛ يؤثم صاحبه إذا لم يتم. وهنا يكون إذا لم يوقعه في الواقع في حالة ما إذا أقسم مثلا، أن لا يطأ زوجته مدة طويلة كثلاثة أو أربعة أشهر أو حتى سنة، فهنا يستدعيه القاضي ليثبت الزواج من دونه، وبذلك يكون دور القاضي دفع الضرر عن الزوجة، وهو ممنوع؛ لأنه لا يحق للمسلم أن يُلحق الضرر بأخيه مهما كان، فما بالك بالزوجة، التي قد تكون في هذه الحالة، ضعيفة!". أما الطلاق المندوب يقول فضيلة الشيخ "فيكون في حال نشوز الزوجة، وأن تكون سيئة الخُلق، وصعبة العشرة، وقد تؤذيه وتسيء إليه أو لأحد أقاربها أو جيرانها. والعكس ينطبق على الزوج؛ فهنا تجوز التفرقة، بل قد تكون ضرورية لسلامة النفس". و"أما الطلاق الحرام فهو الطلاق الذي يتم بشكل تعسفي"، يشرح كمال بوزيدي هنا قائلا: "كطلب الزوجة الخلع دون سبب عند تدخّل طرف ثالث مثلا، للضغط على أحد الزوجين للطلاق دون أي سبب مبرر". و"أما المكروه من الطلاق فهو طلاق بمبرر لكن يقتضي بغير حاجة، أي يمكن تفادي بلوغ هذه المرحلة، ويكون بالصبر، والحديث الواضح، ومحاولة فك النزاع، والصلح بين الزوجين ". حب التملُّك.. الإدمان والمخدرات وراء الطلاق وعن أهم أسباب الطلاق قال فضيلة الشيخ إنها تختلف من جيل لآخر، موضحا: "نلتمس بين جيل اليوم بعض الأسباب التقليدية التي تتكرر؛ منها المخدرات والإدمان، ودخول الزوج دوامة التعاطي، والتخلي عن المسؤولية، وسوء اختيار الزوج، وعدم البحث في تاريخ الزوج المستقبلي من طرف أهل الزوجة. كما طغى التفكير المادي على قرارات الموافقة على الزواج، إلى جانب الغش والخداع خلال فترة الخطوبة، وإعطاء تفاصيل غير موجودة على الحالة العامة للزوج أو الزوجة أو العكس؛ كإخفاء بعض الحقائق والعيوب؛ كالمرض أو غير ذلك". وأضاف المتحدث أن واحدا من أهم أسباب الطلاق التي تعود للواجهة في كل مرة، "تدخّل طرف ثالث في العلاقة" من جانب الزوج أو الزوجة، والتأثير على استقرار الزوجية، وخلق ضغط خارجي يطالب بالطلاق؛ لسبب قد يكون بدافع الغيرة، أو فقط رغبة في خلق مشكل، أو التملك، أو غير ذلك. وأضاف الدكتور: "كثيرا هي الأسباب التي يتحجج بها اليوم الأزواج لطلب الطلاق، أو الخلع بالنسبة للزوجة؛ كعدم إنجاب الأولاد، ومرض أحد الزوجين لفترة طويلة، والزواج بالكره، وإهدار المرأة مال زوجها، أو عدم تحمّل الزوج مسؤوليته في تحمّل المصاريف، ووجود تباين في الدرجات العلمية، أو حتى النسب، والفارق الكبير في العمر بين الزوجين، وعدم التسامح وغض النظر عن بعض الأخطاء، والبحث عن الكمال والمثالية في العلاقة، إلى جانب الحب المبالغ فيه، الذي يخلق غيرة غير متحكم فيها، والعنف الأسري، والضرب وتعنيف الزوجة أو تعنيف الأطفال، وعدم التفاهم والتوافق الجنسي، والخيانة.. كلها من الاسباب التي تتكرر؛ كمشكل أساسي لطلب الطلاق من أحد الطرفين، والشعور باستحالة الحياة ومواصلة تلك الرابطة الزوجية التي لها قدسيتها الخاصة". وفي الأخير دعا المتحدث الى البحث في تلك الأسباب، ومحاولة إيجاد حلول وقائية قبل حدوث الطلاق، مشيرا الى أن الدراسة الجدية لهذه الظاهرة أكثر من ضرورة في وقت أصبحت المحاكم تعج بتلك الطلبات التي بات علاجها يتم بوتيرة متسارعة، في محاولة علاج كل تلك الملفات المتراكمة؛ لتفادي بلوغ مشاكل أخرى؛ كمشاكل متعلقة بالميراث، أو العدة، أو غير ذلك، يقول فضيلة الشيخ.