صدحت حناجر عشرات آلاف المغاربة الذين خرجوا، أمس، في مظاهرة حاشدة بقلب العاصمة الرباط بشعارات مطالبة بإسقاط التطبيع ومندّدة بالمحرقة الصهيونية المستمرة في قطاع غزة المنكوب. توافد آلاف المغاربة إلى الرباط، منذ صباح أمس، للمشاركة في المسيرة التي دعت إليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، تحت عنوان "رفضاً للتقتيل والتهجير والتطبيع". واحتشدوا قرب أسوار باب الأحد بالأعلام الفلسطينية والكوفيات استعدادا للتوجه إلى نهاية شارع محمد الخامس، حيث مبنى البرلمان. وهتف المتظاهرون، في هذه المسيرة التي تعد الأضخم منذ شهور تشهدها المملكة، بشعارات تدعو إلى إنهاء حربة الإبادة الجماعية المدعومة أمريكيا، من قبيل "يكفينا من الحروب، أمريكا عدوة الشعوب" وأخرى تطالب بإنهاء التطبيع مع الكيان الصهيوني مثل "الشعب يريد إسقاط التطبيع" رافعين علم فلسطين بطول عدة أمتار. وفي مقدمة المسيرة حضرت قيادات سياسية وحقوقية من عدة تيارات، من بينها جماعة "العدل والإحسان" وفيدرالية اليسار الديمقراطي والحزب الاشتراكي الموحّد وحزب النهج الديمقراطي والجمعية المغربية لحقوق الإنسان وحركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها والهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة. كما شارك في المسيرة نقابات وهيئات مهنية وطلابية على غرار الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد المغربي للشغل وهيئات المحامين، إلى جانب التنسيقية المغربية "أطباء من أجل فلسطين" والاتحاد الوطني لطلبة المغرب ولجنة طلبة الطب، علاوة عن الأطباء الداخليين والطلبة المهندسين. ودعت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إلى هذه المسيرة بالنظر ل«هول المحرقة التي يرتكبها جيش الكيان الصهيوني في غزة بشكل همجي ووحشي لا يقبله ولا يتحمّله لا العقل ولا الوجدان الإنساني أمام بشاعة ما يتعرض له الفلسطينيون وخاصة الأطفال والنساء من تقتيل وتجويع". كما قرّرت الفروع المحلية للجبهة، تأجيل مسيرات شعبية متزامنة، خاصة في الدار البيضاء ومكناس "بشكل اضطراري" وذلك من أجل المشاركة في المسيرة الوطنية الموحدة بالعاصمة الرباط. ونظمت يوم الجمعة الماضي، 100 مظاهرة في أكثر من 50 مدينة مغربية من بينها الدار البيضاء وفاس وتازة وشفشاون ومكناس احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على غزة وبما يؤكد الرفض الشعبي المغربي المطلق للتطبيع مع المحتل الصهيوني.