أطلقت المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك، مؤخرا، حملة لتحسيس وتوعية المواطنين بطرق العودة إلى النظام الغذائي العادي بصفة تدريجية؛ حفاظا على سلامة الجسم دون إصابة المعدة بصدمة بعد شهر كامل من الصيام. وقدّمت المنظمة خلال حملتها، جملة من النصائح والإرشادات التي من شأنها تعديل النظام الغذائي بعد رمضان، إذ إن الجسم يكون اعتاد خلال شهر رمضان، على الصيام ساعات طويلة، لذا يُعد الانتقال المفاجئ من الصيام وما يترتب عليه من قلة الطعام والشراب إلى الإفراط في تناول الطعام والشراب في أيام العيد، مشكلا، قد يؤدي إلى أضرار ومشاكل صحية، خاصة هضمية. وفي هذا الصدد قال مصطفى زبدي رئيس المنظمة الوطنية، إن هذه الأضرار والمخاطر قد تتضاعف عند الأشخاص الذين يعانون أصلاً، من أمراض ومشاكل صحية؛ مثل مرض السكري، وأمراض القلب جراء الارتفاع المفاجئ في نسب السكر في الدم لديهم، والذي ينجم عادة عن تناول الحلويات خلال العيد، ما يدفع مصالح الصحة إلى استقبال عدد معتبر من المصابين بتعقيدات صحية جراء التغيير المفاجئ في النمط الغذائي. وتُعد فترة بعد رمضان أكثر المراحل أهمية في تعديل ذلك النظام، يقول زبدي، من خلال بعض السلوكات؛ كالحرص على شرب كميات كافية من الماء بدلا عن العصائر والمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات، وتجنب استهلاك المشروبات التي تحتوي على كميات كبيرة من الكافيين في الصباح الباكر أو خلال النهار، واختيار الأطعمة الصحية وقليلة السعرات الحرارية كوجبات أساسية، وتفادي الاستهلاك المفرط لحلوى العيد الغنية بالسكريات، التي تتواصل عند البعض كنظام أساسي لقهوة الصباح والمساء، طيلة شهر شوال. كما شدد على أهمية تغيير أوقات الوجبات الرئيسة، وتقريبها من أوقات الإفطار والسحور، وهي الفترات التي تكون فيها المعدة تعودت على تلقي حينها "الأكل"، خصوصا الأكل الغني، ومن ثم تقريب مواعيد الوجبات تدريجيا، من مواعيد الوجبات المعتادة، فذلك يساعد، حسبه، على استعادة طبيعة النظام الغذائي. وفي الأخير دعا الى ممارسة نشاط رياضي، على الأقل المشي، والمشي السريع؛ لضمان حرق فائض السعرات الحرارية التي قد تتحول إلى مشكل صحي، خاصة للذين يعانون أمراض مزمنة، أو سمنة مفرطة. وقال زبدي إن رمضان كان فرصة للتخلي عن كل العادات السيئة عموما، وعن العادات غير الصحية، خصوصا التدخين، والإكثار من الكافيين. وبما أن الجسم اعتاد على بعض تلك السلوكات فمن الأحسن يشدد المداومة عليها، والحرص على تجنبها حتى بعد شهر رمضان؛ حفاظا على الصحة وسلامتها.