" تأسست "اللاماسيا" في أواخر السبعينيات بناء على نصيحة نجم الفريق الهولندي يوهان كرويف القادم من أكاديمية عريقة أخرى كانت الأنجح حينها، وهي أكاديمية أجاكس أمستردام الهولندي . وحقق الرجل الهولندي النجاح بكل معانيه مع برشلونة، بعدما أخبر كرويف رئيس النادي حينها جوسيب لويس نونيز، أن منافسة فريق العاصمة الإسبانية مدريد يحتاج لأكاديمية قوية تضمن مستقبل الفريق مثل تلك الأكاديمية التي يمتلكها نادي أجاكس في هولندا، وهو ما اقتنع به نونيز، الذي أمر بتأسيس الأكاديمية. ومرت الأيام ليسيطر برشلونة على كرة القدم العالمية وليس الإسبانية فقط، وكل ذلك بفضل أكاديمية لاماسيا الذهبية . وسنستعرض في هذا التقرير أفضل 11 لاعبا من خريجي هذه المدرسة العريقة .
جوييرمو أمور
يُعد اللاعب أمور الأول في تاريخ لاماسيا الذي تم تصعيده للفريق الأول وحقق نجاحا باهرا . تخرّج أمور من أكاديمية لاماسيا، لينضم لفريق الأحلام الأول للبارصا الذي كان يدربه كرويف حينها. طريقته في الأداء على مستوى خط وسط البارصا منحه ما يقارب 40 مشاركة دولية مع المنتخب الإسباني وما يتعدى 400 مشاركة مع برشلونة . مسيرة أمور كانت على مستوى عال جداً من النجاح، حيث حقق مع برشلونة 17 بطولة .
سيرجيو بوسكيتس
بوسكيتس هو ابن حارس مرمى برشلونة السابق ومدرب أكاديمية لاماسيا الحالي كارلس بوسكيتس. يبلغ من العمر 22 سنة فقط. لاعب الارتكاز الإسباني الكاتالوني. ورغم ذلك فقد حصد 10 بطولات تحت قيادة بيب غوارديولا بعدما شارك مع الفريق لأول مرة في موسم 2008-2009. بوسكيتس واحد من اللاعبين الذين دربهم غوارديولا في فريق "برشلونة ب"، وعاد ليطلب تصعيده في فريق برشلونة الأول ويصنع منه نجماً . سيسك فابريغاس غوارديولا هو الأب الروحي لفابريغاس. وسبق أن قال له: "يوماً ما ستحمل القميص رقم 4 في برشلونة خلفاً لي". لعب سيسك ناشئاً في صفوف برشلونة كواحد من منتجات أكاديمية اللاماسيا. انتقل فابريغاس في ال16 من عمره إلى صفوف أرسنال الإنجليزي، ليصبح هناك واحدا من نجوم خط الوسط على مستوى العالم الآن وهو في ال24 من عمره، ليعود إلى برشلونة. بيب غوارديولا يُعد بيب غوارديولا الوجه الدائم الذي عبر عن برشلونة منذ ظهوره في الفريق وحتى الآن، بداية من انتقاله إلى اللاماسيا كلاعب يبلغ 13 سنة. لم يكن لاعب الوسط الذي يتميز بالسرعة الكبيرة ولا بالقوة المحكمة والأداء العنيف، لكنه دائماً كان العقل المفكر لبرشلونة في منتصف الملعب تحت قيادة كرويف، ثم بوبي روبسون ومن بعدهما لويس فان غال قبل أن يعود اليوم ويفعل مثل ما فعل مدربوه في السابق ولكن بأسلوب مختلف يحمل طابعه الخاص، وهو ما قاده لصناعة الفارق الحقيقي في تاريخ برشلونة، عندما تفوّق على جميع من سبقوه كمدرب. أندرياس إنييستا لايزال إنييستا يعلق حتى اليوم صورة لمثله الأعلى، عندما كان ناشئاً، ومدربه الحالي بيب غوارديولا، على حائط غرفة نومه. إنييستا لا يُعد لاعبا ذا عروق كاتالونية خالصة، حيث تنحدر أصوله من منطقة الباسيتي في إسبانيا. انتقل إلى لاماسيا عندما كان مراهقاً. يمثل شراكة قوية للغاية مع تشافي في منتصف ملعب برشلونة، وكان واحداً من الثلاثة الأوائل في قائمة الكرة الذهبية للعام الماضي. ووصفه مهاجم المنتخب الإنجليزي واين روني بأفضل لاعب وسط في العالم. ليونيل ميسي جاء ميسي إلى برشلونة بعدما وافق مسؤولو لاماسيا على التكفل بعلاج اللاعب من الخلل في الهرمونات الذي كان مصابا به في صغره. انضم ميسي لفريق "برشلونة ب" بعد فترة في اللاماسيا. كان صديقاً لجيرارد بيكيه. والآن ميسي يُعد الأفضل على مستوى العالم. تُوج ميسي بالكرة الذهبية لعامين متتاليين، وأصبح واحدا من نجوم برشلونة على مر التاريخ بعدما سجل 100 هدف للفريق في آخر موسمين للفريق بمفرده. والآن عليه أن يبحث عن المجد على الصعيد الدولي مع المنتخب الأرجنتيني كما وجده مع برشلونة. وأصبح ميسي من أعظم لاعبي الفريق عبر التاريخ.
بيدرو رودريغيز يُعد الكناري أول لاعب في تاريخ برشلونة يسجل أهدافا في 6 بطولات مختلفة خلال نفس الموسم. صعد رودريغيز إلى الفريق الأول في برشلونة متأخراً. وُلد رودريغيز في مدينة تينيرفي. وجاء إلى كاتالونيا في عمر صغير، كما لعب موسما واحدا وأبدع فيه تحت قيادة بيب غوارديولا في فريق "برشلونة ب" قبل أن يتم تصعيد غوارديولا للفريق الأول في برشلونة ويصعد معه بيدرو. لم يوفَّق رودريغيز بشكل كبير في بداياته، لكنه الآن نضج كروياً، وبات واحداً من أهم لاعبي الفريق في الوقت الحاضر. جيرارد بيكيه بدأ بيكيه حياته الكروية كلاعب وسط ملعب بفضل قدراته العالية في التمرير والاحتفاظ بالكرة. رحل جيرارد بيكيه عن برشلونة وهو في شبابه بعدما نال فرصة الانتقال إلى أحد أندية الصدارة في إنجلترا وهو مانشيستر يونايتد. وفوجئ الجميع بغوارديولا ينتدب لاعبا عديم الأهمية في مانشيستر خلال فترة الانتقالات الصيفية الأولى له. ولكن هذا اللاعب كان مفتاح البطولات للفريق فيما بعد، فقد حوّله بيب من لاعب وسط ميدان إلى قلب دفاع، وحل به مشكلة الدفاع الكاتالوني التي عاشها الفريق في عهد رافائيل ماركيز وجابي ميليتو. كما كوّن مع القائد كارلس بويول واحدا من أقوى خطوط الدفاع في العالم وفي تاريخ برشلونة. كارلس بويول كان بويول على وشك الانتقال إلى ملقة الإسباني في بدايته مع برشلونة قبل أن تنتشله عين لويس فان غال الثاقبة وتجعل منه نجماً للدفاع الإسباني. بدأ كارلس بويول مسيرته الكروية كظهير أيمن. وتم منحه الفرصة الأولى لتمثيل الفريق الأول في برشلونة على يد المدرب الهولندي لويس فان غال، حيث أصبح بعدها العلامة الفارقة في دفاع العملاق الكاتالوني على مر سنوات عديدة. ورغم تمثيله لبرشلونة لفترات طويلة إلا أن بويول أحرز بطولته الأولى في 2004، وأصبح أفضل قائد في تاريخ برشلونة من حيث حمل الألقاب بعدما فاز بثلاثة ألقاب لدوري أبطال أوروبا، وخمسة ألقاب للدوري المحلي. أثبت بويول أهميته لبرشلونة من خلال الموسم الماضي، إذ لم يتعرض فيه برشلونة لأي هزيمة في تواجده، وهي إحصائية تثبت مدى أهمية بويول كمدافع من الطراز العالمي. كان بويول أحد أسباب فوز المنتخب الإسباني بكأس العالم الوحيدة في تاريخه بعدما سجل الهدف الوحيد في المباراة المصيرية والصعبة أمام المنتخب الألماني في الدور نصف النهائي، عن طريق رأسية من على مشارف منطقة الجزاء. فيكتور فالديز ترك فالديز برشلونة لثلاث سنوات، انتقل خلالها مع عائلته إلى تينيرفي قبل أن يعود مجدداً إليها. وبدأ فيكتور فالديز مشواره مع برشلونة تحت قيادة المدرب الصربي رادومير آنتيتش، ونجح في تعزيز موقعه كحارس مرمى أول للفريق بعدما أعلن الرئيس جوان لابورتا التعاقد مع حارس المرمى التركي روشتو ريشبير، وهو ما أثر على مستوى فالديز، الذي ارتفع بشدة في هذه الفترة، إذ حجز مركز حارس المرمى الأساسي للفريق، وكان من أفضل حراس المرمى في العالم خلال الفترة الماضية. يتميز فالديز بثبات المستوى. ويرى البعض أنه تعرّض للظلم في صفوف المنتخب الإسباني بسبب تواجد إيكر كاسياس، الذي هيمن على حراسة المرمى بشكل مطلق. ورغم قصر قامة فالديز إلا أنه يتميز بأشياء أخرى مثل دقة القدم. فالديز ليس الحارس الوحيد الجيد الذي أنتجته اللاماسيا فهناك بيبي ريينا حارس مرمى ليفربول الحالي، وفياريال سابقاً، ولكن فالديز، بالتأكيد، أفضل من أنجبته حراسة المرمى في لاماسيا على الإطلاق. تشافي هيرنانديز يُعد تشافي واحداً من فريق "برشلونة ب" الذي حقق الصعود لدوري الدرجة الثانية الإسبانية عام 1998. اعتُبر تشافي في بداية مشواره البديل المناسب لبيب غوارديولا، حتى أنه حصل على فرصته الأولى لتمثيل فريق برشلونة الأول عندما أصيب غوارديولا. وبدأ هيرنانديز في تسطير حياته المهنية الرائعة بعد رحيل بيب إلى بريشيا الإيطالي، ولكنه اقترب حينها من الرحيل عن برشلونة بداعي عدم استطاعته تطوير مستواه أكثر من ذلك وعدم قدرته على الارتقاء إلى مستوى برشلونة في الأداء. تشافي أصبح واحداً من أفضل لاعبي الوسط في العالم. ويُعد بمثابة الأستاذ لكل من يلعب في نفس مركزه حول العالم، لم لا وهو حقق كل ما يمكن أن يحققه لاعب على المستويين الدولي والمحلي، فقد فاز بكأس العالم وأوروبا ودوري الأبطال والدوري والكأس، وكان وصيفاً لليونيل ميسي عندما حصل على الكرة الذهبية. وكان تتويج ميسي صفعة مدهشة لكل متابع كروي عبر العالم، لأن الجميع كانوا يرون تشافي أحق بهذه الجائزة.