ومتبعي أخبار سوق الانتقالات الخاصة بالصائفة الحالية، أن الموهبة البرازيلية الصاعدة ولاعب نادي سانتوس نايمار يعتبر من أبرز اللاعبين وأكثرهم طلبا، بدليل أن أكبر الأندية في العالم وعلى رأسها قطبا الكرة الإسبانية برشلونة وريال مدريد كانا يتسابقان إلى ضمه والاستفادة من خدماته، فضلا عن العملاق الإنجليزي الأزرق تشيلسي، الذين كانوا يريدون هذه الموهبة الكروية التي سطع نجمها قبل حتى أن تنطلق فعاليات كوبا أمريكا ويفتح الميركاتو الصفي أبوابه .
إدارة سانتوس ظلت تتماطل لربح الوقت مع كوبا أمريكا ورغم أن الموهبة الكروية الصاعدة نايمار الذي صنع الحدث خلال هذه الصائفة بتصدره لصفحات أكبر اليوميات الرياضية العالمية، إلا أن مسؤولي إدارة نادي سانتوس البرازيلي فضلوا ربح الوقت والتريث قليلا أمام العروض الرسمية العديدة التي كانت تنصلهم بخصوص اللاعب، وذلك حتى تنطلق منافسات كوبا أمريكا التي يعد نايمار أبرز المشاركين فيها رفقة المنتخب البرازيلي ومن اللاعبين الذين خطفوا كل الأضواء وشدوا إليهم اهتمام جميع المتتبعين .
كانت تعول على تألقه لمضاعفة الأرباح والرفع من قيمته ولا شك في أن إدارة سانتوس البرازيلي رأت في لاعبها نايمار فرصة العمر والصفقة النادرة التي لا يمكن لها أن تعقدها، إلا مرة واحدة في القرن، وهو ما جعلها تأخذ كل هذا الوقت حتى تضمن أفضل دخل ممكن من علمية بيع النجم الجديد، حيث وصل السعر قبل أيام عن انطلاقة منافسة كوبا أمريكا إلى 45 مليون أورو، وهو مبلغ ضخم بالنسبة للاعب شاب صاعد، لكنه لم يكن ليكفي مسيري إدارة سانتوس الذين فضلوا تأجيل الصفقة إلى ما بعد المنافسة، أملا في أن يستغل اللاعب الفرصة من أجل التألق وخطف الأضواء، وبالتالي الرفع من قيمته ومضاعفة الأرباح التي ستتحصل عليها إدارة فريقه . اللاعب لم يظهر بالوجه المنتظر منه والشك يتسرب وعلى العكس من كل التوقعات والتكهنات، لم يظهر النجم البرازيلي نيمار بالوجه الذي كان ينتظره به الملايين من عشاق الساحرة المستديرة ومتتبعي الصفقات الخيالية، حيث خيب اللاعب جميع التوقعات والمراهنين عليه بفعل الوجه الشاحب الذي ظهر به والأداء المتواضع الذي قدمه، بالمقارنة بما كان عليه تقديمه وفقا لما يمتلكه من مواهب وقدرات خارقة للعادة، وهو ما جعل العديد من المتتبعين يراجعون موقفهم اتجاهه، حيث أدى ذلك الأداء الباهت والوجه الهزيل الذي ظهر به إلى تسلل الشك إلى في نفوس مسيري ومشجعي الأندية التي كانت تطارده وتتهافت على طلب خدماته. الضغط انعكس عليه والبعض اعتبر قيمته مبالغا فيها ولم يكن الوجه الهزيل الذي ظهر به اللاعب خلال المباريات التي خاضها مع المنتخب البرازيلي في كوبا أمريكا الحالية لكي يخدمه من الناحية الإعلامية، وخاصة مع الأندية التي كانت تترقب خطواته عن قرب وباهتمام شديد قصد الاستفادة من خدماته، غير أن مردوده جعل هذه الأندية تخشى من استثمار كل تلك القيمة المالية الضخمة في صفقته ودفع أموال كبيرة مقابل التعاقد مع لاعب عادي في حقيقة الأمر، غير أن الحقيقة التي يجب أن نعترف بها هي أن نايمار ذهب ضحية كل تلك التقارير الإعلامية التي صدرت حوله والعروض المغرية التي وصلته من قبل أكبر الأندية، بشكل جعله يدخل المنافسة تحت وضق ضغط شديد بالنظر إلى أنه كان محل أنظار الملايين من المتتبعين والفضوليين، وهو السبب الرئيسي الذي كان وراء تراجع الموهبة التي سمعنا عنها كثيراً، خاصة وأن الأمر يتعلق بلاعب شاب لا يملك الخبرة والتجربة في التعامل مع الظروف والضغوط الخاصة. يسير على خطى الأرجنتيني باليرمو وقد جاءت قضية النجم البرازيلي الصاعد نايمار لكي تعيد إلى الأذهان وتذكر عشاق الساحرة المستديرة ما حدث للعديد من اللاعبين الكبار والمواهب الكروية، التي ذهب ضحية الضغط الكبير الذي تعرضت له في وقت من الأوقات بشكل أثر سلبا على مشوارها الرياضي، ومن الصدف أن الأمر تزامن مع منافسة كوبا أمريكا، التي يحفظ التاريخ أنها تعتبر خائنة النجوم و لا طالما ساهمت في تحطيمها بدلا من تقديمها، وذلك لعدة أسباب موضوعية وأخرى غير موضوعية، فمن منا نسي المهاجم الأرجنتيني مارتن باليرمو الذي تصارعت أندية عملاقة مثل لاتسيو الإيطالي الذي كان الأقوى وقتها ومانشستر يونايتد الإنجليزي على ضمه إلى صفوفهما في نهاية موسم 1998-1999، غير أن إدارة نادي بوكا جونيورز وقتها رفضت كل العروض القادمة من أوروبا والتي بلغ بعضها 25 مليوناً وأصرت على تأجيل بيع اللاعب حتى نهاية كوبا أمريكا 1999 على أمل أن يلمع نجمه أكثر وترتفع قيمته، غير أن باليرمو خيب كل الآمال التي كانت معلقة عليه في تلك البطولة واشتهر بتضييعه لثلاث ضربات جزاء في مواجهة واحدة ضد كولومبيا. كوبا أمريكا أخمدت شمعته وحرمته من مواصلة التألق ولعل الأمر الذي دفع ببعض المتتبعين والعارفين بشؤون الساحرة المستديرة يقومون بمقارنة وضعية الموهبة البرازيلية نايمار واللاعب الأرجنتيني باليرمو، هو أن كوبا أمريكا قضت على نجومية هذا اللاعب الذي كان وقتها يمر بأفضل مراحله كان يشكل خطرا على كل الدفاعات التي كانت تبدو عاجزة على إيقافه، قبل أن تنهار إمبراطوريته بسبب مردوده الشاحب في تلك الدورة، ولعل السبب الرئيسي وراء ذلك يعود لعدم خبرة اللاعب اللاتيني في التعامل مع الضغوط، الأفضل للاعبين أن يتعاقدوا قبل استهلال هذه المنافسة وبالنظر لكل ذلك، فقد ذهب بعض المختصين في الكرة والعارفين بخباياها إلى حد التأكيد بأن الخيار الأفضل للاعبي أمريكا اللاتينية هو توقيع عقود انتقالهم إلى أوروبا على الفور وإنهاء الأمور مبكرا دون محاولة البحث عن الأفضل، لأن اللاعب عندما يوقع عقداً مدته خمس سنوات ستتوقف كافة الأندية عن مراقبته والتأثير عليه، مما سيخفف الضغوط الإعلامية والشائعات التي يثيرها الإعلام والصحافة حوله، وبالتالي ستكون له الفرصة مواتية من أجل التركيز على الميدان وتطوير مستواه، ومن هنا كان لا بد على الموهبة البرازيلية الصاعدة نيمار أن يستغل الفرصة عندما طرقت أكبر الأندية الأوروبية بابه بدلا من تأجيل الرد عليها، لأن الحصول على عرض رسمي من برشلونة وريال مدريد وتشيلسي لا يمكن أن يحصل في كل الأيام، وإن تذهب الفرصة الكبيرة حتى يصبح من الصعب الحصول على واحدة مثلها من جديد. قادر على تقديم الأفضل لو يركز على الميدان ويتناسى الإعلام ويمكن القول إن اللاعب البرازيلي يبقى قادرا على تفجير قدراته والذهاب بعيدا في مشواره، أو بالأحرى تأدية دورة في المستوى وقيادة منتخب بلاده على التتويج باللقب، لو يركز أكثر على مهمته فوق الميدان ويتناسى كل ما يقال حوله وما يكتب في وسائل الإعلام الكبيرة في العالم، والدليل مثلا هو أنه سجل هدفين لمنتخب بلاده ضد الإكوادور في المباراة التي حسمها نجوم السامبا برباعية لصالحهم مقابل هدفين، وهو ما يدل على أنه لاعب كبير، كيف لا وناديه رفض عرضاً قيمته 40 مليون أورو من أجل بيعه، كما أنه أحرز مع ناديه سانتوس لقب كوبا ليبرتادوريس قبل الالتحاق بمعسكر المنتخب البرازيلي والمشاركة في كوبا أمريكا. إعداد: رؤوف. ب