أكدت مصادر إعلامية أن عشرات من أهالي الدجيل الذين حكم على صدام بالإعدام بزعم قتل بعضهم جاءوا ليقدموا واجب العزاء إلى عشيرة صدام حسين بقرية العويجة بتكريت، وقد جاءوا ملثمين خوفًا من أن تكشف هوياتهم. وقد أوردت وكالة "رويترز" الإخبارية أن عشرات من الشيعة من سكان الدجيل جاءوا وقد غطوا وجوههم خوفا من الانتقام لتقديم واجب العزاء في وفاة الرئيس العراقي السابق. وفي إشارة إلى الانتماءات الطائفية والعشائرية والسياسية المعقدة في العراق صرحت مصادر إعلامية أنه لم يكن السنة العرب الذين كان ينتمي اليهم صدام وحدهم الذين جاءوا لتقديم العزاء بعد تنفيذ حكم الاعدام فيه لادانته في محاكمة وصفها مراقبون بأنها "صورية" بقتل 148 شيعيا من أهالي الدجيل. وفي قاعة أعدت على مشارف البلدة لهذه المناسبة يوم الاثنين جاء عشرات الرجال من الدجيل لتقديم العزاء. وقد توافدت أعداد كبيرة على قاعة العزاء في الدجيل في مكان رفعت فوقه لافتة كتب عليها "نعي عشائر الخزرج في الدجيل في وفاة بطل الأمة الشهيد صدام حسين". وقال أحد المعزين طلب الاكتفاء بالإشارة اليه باسم ابو حيدر: "طلب منا أن نغطي وجوهنا خوفا من الانتقام ومن الخونة في إيران وميليشياتهم في بغداد". وأضاف قائلا بينما كان المعزون يجلسون حول أطراف القاعة حيث تليت آيات من القرآن ورددت أدعية للميت: "نحن في عشيرة الخزرج نؤدي هذا الواجب الإنساني نحو زعيم الأمة الشهيد البطل صدام حسين". وقالت رويترز أنه في الوقت الذي تهدد فيه أعمال العنف الطائفية بالزج بالعراق في حرب أهلية يحن بعض العراقيين الى الاستقرار النسبي الذي كان يفرضه صدام مقارنة بالفوضى السائدة منذ أمر الرئيس الامريكي جورج بوش بغزو العراق في مارس عام 2003. وقال أبو حيدر "نشجب الأعمال الإجرامية لبوش الصغير و(رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وعملائهما في العراق والمرتزقة في إيران"؛ مستخدما تعبيرا ساخرا كان صدام يستخدمه للتمييز بين الرئيس الأمريكي وبين والده الرئيس الأسبق جورج بوش. ورغم أن المشهد في الدجيل كان أكثر هدوءا الا أنه كان تكرارا لمشهد مماثل في العوجة القريبة من تكريت حيث تدفق المعزون لزيارة قبر صدام. وردد عدد قليل من الشبان المسلحين خارج قاعة العزاء شعارات مؤيدة لصدام ومناهضة للأمريكيين. وقال رجل غطى وجهه بلثام أسود "لن نطيعك يا بوش". المصدر : وكالة رويترز