يرى خبراء أن "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، حليفة تنظيم القاعدة والمطاردة والمنقسمة على نفسها في الجزائر، تحاول إعادة تنظيم صفوفها في المغرب العربي ودول الساحل دون ان تشكل خطرا محدقا على دول تلك المنطقة. وأقر وزير الداخلية يزيد زرهوني في بداية الأسبوع بوجود علاقات بين الجماعة السلفية والمجموعة الإسلامية التي تمت السيطرة عليها مطلع الشهر الجاري، في تونس خلال مواجهات مع الشرطة خلفت 14 قتيلا. وأعلن الوزير أن "أجهزة أمن البلدين تعمل بتعاون وثيق منذ عدة سنوات". واعتقل تونسيون في 2005 و2006 في الجزائر خلال عمليات أمنية استهدفت الجماعة السلفية وسلموا الى السلطات التونسية. واعتبر لويس كبريولي رئيس قسم مكافحة الإرهاب في جهاز الاستخبارات الفرنسي (دي.اس.تي) ان "الجماعة السلفية تشكل في الوقت الراهن بالنسبة لدول المغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء مصدر إزعاج أكثر منها خطرا حقيقيا يهدد استقرارها". وشدد على ان "ما أثرها على الاستقرار يعود بالخصوص الى ترويج بياناتها في وسائل الاعلام أكثر منه لنشاطاتها". من جانبه، اعتبر محمد ظريف الخبير المغربي في شؤون التطرف الاسلامي ان "المخاطر قائمة، لكنها نسبية خاصة وان الجماعة السلفية للدعوة والقتال تمنح الأولوية لتدريب وتجنيد المقاتلين لإرسالهم الى العراق". لكنه شدد على ان "استراتيجية السلفية التي تضمن التدريب واللوجستية في المغرب العربي والساحل وتشاد، تتمثل في تجنيد السلفيين المغاربة في تنظيم واحد (..) يراد منه أن يكون فرعا للقاعدة في المغرب العربي". وأكد دبلوماسي معتمد في نواكشوط ان "موريتانيا ليست في حالة استنفار بسبب الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر ولا يبدو انها تشكل خطرا فوريا عليها"، في حين اعتبر مسؤول في مجال الدفاع في مالي طلب عدم كشف هويته ان "السلفية لا تشكل خطرا على مالي" حتى وان كانت أراضي هذا البلد شاسعة وتصعب مراقبتها. وأعلن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في سبتمبر ان الجماعة السلفية للدعوة والقتال جددت ولاءها لتنظيم أسامة بن لادن. وتشتبه واشنطن في أن الجماعة السلفية الجزائرية تبحث عن إنشاء تنظيم "للقاعدة في المغرب العربي والساحل". وتتعاون الجزائر وواشنطن حثيثا في مكافحة الإرهاب الذي أصبح يشكل أكبر اهتمامات الدبلوماسية الأمريكية منذ اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001. وخلال زيارتين إلى الجزائر في شهري فيفري وجوان، اعتبر الموفد الأمريكي هنري كروبمتن ومستشارة الأمن الداخلي فرانسس تونسند ان من مصلحة الولايات المتحدة والجزائر وضع "استراتيجية مشتركة لمكافحة التمرد". وخلال 2003 تبنت الجماعة السلفية عملية خطف 32 سائحا معظمهم من الألمان في أقصى جنوبالجزائر وفي مالي والنيجر. وأوقف زعيم خليتها هناك حينها عمار صايفي الملقب بعبد الرزاق "البارا" (المظلي) بعد احتجاز الرهائن وسلم الى الجزائر حيث يعتقل حاليا. وخلفه "الأمير" مختار بلمختار، لكن السلطات الجزائرية قالت إنه يقود "عصابة مجرمين" يبتزون العاملين في القطاع النفطي لحسابها الخاص. وأكدت الجزائر انه لم يبق في صفوف الجماعة السفلية سوى 300 مقاتل مسلح ينشطون في شمال البلاد لا سيما في جبال منطقة القبائل (شرق العاصمة) وأنهم منقسمون. حسان زناتي مدير مكتب وكالة الأنباء الفرنسية بالجزائر