قضى مجلس قضاء العاصمة نهاية الأسبوع بإدانة الشاب (م،ن) الذي كان يشتغل ضابطا في الجمارك بهوية شقيقه بستة أشهر حبسا نافذا بعدما أدانته محكمة باب الوادي سابقا بعامين حبسا نافذا عن تهمة التزوير و استعمال المزور و انتحال صفة الغير. حكاية هذا الشاب المتهم غريبة و محيرة، فهو متخرج من أحد معاهد الجزائر عام 1986 ومنذ ذلك الحين وهو في رحلة البحث عن وظيفة غير أن كل محاولاته باءت بالفشل وفي أحد أيام سنة 1995 سمع عن تنظيم مسابقة للتوظيف في أسلاك الجمارك فسارع لتكوين ملف إداري غير أنه صدم بعبارة- سنك لا يسمح لك بالترشح- لأنه و ببساطة تعدى السن المطلوبة للترشح ولسوء الحظ ففي السنة نفسها توفي والده ثم شقيقه ليجد نفسه المعيل الوحيد للأسرة ففكر في تزوير ملف إداري ليدخل المسابقة فاهتدى لوضع شهادة ميلاد و شهادة نجاح البكالوريا لشقيقه الأصغر منه سنا. و بالفعل فقد قبل الملف و اجتاز الشاب المسابقة بنجاح ووظف كعون تنفيذي في مصلحة الجمارك لمدة 11 سنة كاملة دون أن يتفطن أحد للأمر،غير أن السر كشف عن طريق شقيق أخر لهما مختل عقليا، و بامتثال الشاب الموقوف نهاية الأسبوع أمام قاضي الجلسة بمجلس قضاء العاصمة استغرب هذا الأخير طول مدة عمل الضابط دون أن يتفطن أحد للأمر و في إدارة حساسة كالجمارك، أما والدة المتهم و شقيقته اللتين كانتا حاضرتين في الجلسة أكدتا أن ظروفهما الاجتماعية الصعبة هي من دفعه لذلك، و بدورها محاميته أكدت على انتفاء تهمة التزوير عن موكلها لأنه لم يزور أي و وثيقة بل هي وثائق أصلية لكنها لا تخصه، و بأنه من الناحية الإنسانية يجب علينا أن نشكر هذا الشاب الذي ضحى بنفسه و مستقبله لإعالة أسرته و هو غير مسبوق قضائيا و أن إدارة الجمارك لم تقم برفع دعوى عليه و حتى شقيقه صاحب الشهادات لم يتقدم بشكوى، لتطالب بأقصى ظروف التخفيف للمتهم عن طريق إلغاء الحكم السابق أو إدانته بحكم رمزي لعدم تلطيخ شهادة سوابقه العدلية لأنه شاب وبحاجة لوظيفة مستقبلا، ليقضي مجلس قضاء الجزائر بقرار إدانته ب 6 أشهر حبسا نافذا. نادية سليماني: [email protected]