علمت "الشروق اليومي"، من مصادر مطلعة، أن المدعو أرزقي إيجرويدن، استفاد من مجمع الخليفة المنهار من مبلغ مالي ضخم قدره نحو 10 مليون دولار، كقيمة عن شركة "أنتينيا" للطيران، وقد باع مجمع إيجرويدن الخليفة، طائرة في شكل خردة، كانت تملك خطّا جويا بين الجزائر ومدينة ليل الفرنسية، وهي طائرة "غير صالحة" تتضمن أكثر من 19 مشكلا وخطرا لا يؤهلانها للنشاط الجوي، وهي طائرة بوثائق مزورة، حيث تم التصريح بها على أساس أنها صنعت بتاريخ 1983، إلا أنها في الحقيقة تاريخ صنعها يعود الى العام 1977. وحسب نفس المصادر، فإن شركة "إيغل آزور"، مازالت مدينة للخليفة بأكثر من 2 مليون أورو، كمستحقات لم يدفعها مجمع الخليفة لشركة "أنتينيا"، وهو ما يدفع أوساطا مراقبة الى التساؤل عن سر عدم استدعاء مصفي الخليفة، منصف بادسي، لمدير "أنتينيا"، أرزقي إيجرويدن، من أجل الاستماع الى شهاداته وأقواله بشأن الأموال التي استلمها من الخليفة وكذا "الدين" الذي مازال يستحقه من المجمع المنهار، خاصة وأن إيجرويدن باشر في وقت سابق سلسلة من الاتصالات في فرنسا للحصول على "أمواله" التي لم يدفعها له الخليفة؟ وحسب ما توفر "للشروق اليومي" من معلومات، فإن هذه الطائرة "المريضة" التي اشتراها عبد المومن خليفة من أموال المودعين ببنكه، مازالت الى غاية اليوم، مرابضة بأرضية مطار هواري بومدين، تواجه الصدأ والتآكل، دون أن يتضح مصيرها، بعدما تبخرت الأموال التي دفعها الخليفة، وهي الطائرة التي تمثل "الريح" الذي اشتراه عبد المومن خليفة من أرزقي إيجرويدن مقابل الملايير. وقالت نفس المصادر، إن المسمى أرزقي إيجرويدن، مدير شركة "إيغل آزور"، جزائري بجنسية فرنسية، كان في بداية مساره ومشواره المهني، يشتغل في محل تجاري بالعاصمة الفرنسية باريس، وقبلها اشتغل بالوكالة المسماة "وكالة سماتي"، كعون تجاري، وبعدها غادر إيجرويدن هذا "المنصب البسيط"، وانتقل إلى النشاط في مجال العبور الخاص بتنقل الأشخاص وضمان ترحيل ونقل الديبلوماسيين، وكان إيجرويدن، المقيم حاليا، بالأراضي الفرنسية، قد صرح في وقت سابق "كرجل أعمال" باستحالة الاستثمار في الجزائر. وكانت القاضية فتيحة براهيمي، التي تسيّر محاكمة "فضيحة القرن"، قد تساءلت عند استجوابها للمتهم (م.ع)، مدير وكالة الشراڤة لبنك الخليفة، كيف يتقدم المدعو أرزقي إيجرويدن وبأمر من رفيق عبد المومن خليفة، ليفتح له حسابا بالبنك ثم يسلم له دفتر شيكات ويستلم مبلغ 3 مليون دينار وشيكا آخر بمبلغ 3 ملايين دينار دون أن يودع سنتيما واحدا في حسابه؟ وهو السؤال الذي ردّ عليه المتهم، بالقول إن كل ما أخذه أرزقي إيجرويدن كان سيسجل له في مسار دينه لدى بنك الخليفة، حتى وإن كان كلّ ما دفع له بلغ 208 مليون دينار، وكانت العمليات تتم مرورا بحساب هذا المدير، الجزائري صاحب الجنسية الفرنسية. ولأن القضية بلغت من النصب والإحتيال ما لا يصدقه أيّ عاقل، فقد ثارت القاضية براهيمي وقالت لمدير وكالة الشراڤة: "إيجرويدن وجهه صحيح مثل وجه عبد المومن خليفة.. كيف يسمح لنفسه أن يدفع للخزينة العمومية مبلغ 3 مليون دينار استلمها من بنك الخليفة، وهو لم يودع فلسا واحدا فيه؟"، واعترف مدير وكالة الشراڤة لبنك الخليفة، أن المسمى أرزقي إيجرويدن، كان يسحب الأموال من البنك مثلما شاء ووقت ما يحتاج (..)! ومعلوم أن التنازل عن شركة الملاحة البحرية (كنان)، رسا مؤخرا على أصحاب "أنتينيا" سابقا و"إيغل أزور" حاليا (..)، ولم تكن صفقة شراء الطائرات هي المخالفة الوحيدة التي حصلت في عهد المتهم (م.ع)، وإنما بدأت الخروقات منذ تنصيبه في شهر أوت 1998 على رأس وكالة الشراڤة إلى غاية تصفية البنك في العام 2003. ج/ لعلامي: [email protected]