أعلنت وزارة الأمن القومي إن مدينة نيويورك ستحاط، قبيل نهاية العام الحالي، بحلقة من أجهزة الاستشعار لرصد أي أسلحة نووية أو قنابل قذرة، وذكرت الوزارة أن شبكة الإنذار ستخصص لرصد أي قنابل يتم نقلها عبر البر إلى المدينة، حيث تركزت كافة الجهود السابقة في هذا الشأن في رصد أثر القنابل النووية والقذرة المنقولة عبر البحر. وبموجب مبادرة "تأمين المدن" الأمنية، ستوضع أجهزة الرصد في الطرقات السريعة وأماكن توقف شاحنات النقل ونقاط أخرى في دائرة محيط نيويورك بجانب مواقع في وسط المدينة. وأوضح المصدر أن أماكن نصب تلك الأجهزة لن يكشف عنها "لأسباب واضحة، قائلاً إن مشروع نيويورك سيكون بمثابة الاختبار لتطبيق التدبير الأمني على بقية المدن الأمريكية. وقد خصصت وزارة الأمن القومي إلى مشروع شبكة الإنذار 30 مليون دولار في موازنة 2008 بجانب نحو 16 مليون أخرى تم استثمارها، ويتوقع تشغيل الشبكة هذا العام وأن الجهات المشاركة في المشروع تعمل على تأسيس بروتوكول لكيفية تشغيلها والاستجابة للإنذارات. وفي نفس السياق أثارت نتائج مسح إشعاعي جوي أجرته وزارة الطاقة الأمريكية لمدينة نيويورك جدلاً في صفوف الأجهزة الأمنية بالولايات المتحدة. فقد أظهر مسح استخدمت فيه طائرات هليكوبتر تحمل أجهزة بالغة الحساسية لرصد الإشعاعات أن القنصلية الإسرائيلية بالمدينة تتضمن مصادر إشعاع لافتة للأنظار دون وجود تفسير مقنع لذلك. وكان المسؤولون عن مكافحة التجسس في نيويورك حسب صحيفة الوطن السعودية قد طلبوا من وزارة الطاقة التي تمتلك أجهزة الرصد الإشعاعي وضع "خريطة إشعاعية" للمدينة. وجاء ذلك في سياق استعداد السلطات الأمنية لأي أوضاع طارئة قد تنجم عن استخدام قنبلة إشعاعية أو ما يسمى بالقنبلة القذرة في هجوم إرهابي يستهدف نيويورك. وتتيح هذه الخريطة عند مقارنتها بالمسح الإشعاعي للمدينة في أعقاب هجوم إرهابي من هذا النوع تحديد مناطق التلوث ومن ثم توجيه السكان إلى إخلائها. وقال تقرير وضعه مكتب محاسبة الحكومة وقدمه إلى لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ إن الخريطة المرجع أوضحت وجود مناطق إشعاعية كان بعضها متوقعاً، مثل معامل الأشعة الطبية والمستشفيات التي تستخدم الإشعاع لمعالجة بعض الأمراض والتماثيل المنحوتة من الجرانيت. وكان الإشعاع في هذه الحالات ضعيفاً ومفسراً. غير أن مواقع أخرى أشار إليها التقرير شكلت مصادر إشعاع قوي وغير مفهوم. وكان من بين هذه المواقع حديقة عامة في منطقة "ستيتن آيلاند" يعتقد أن مخلفات صناعية دفنت بها. والحديقة مغلقة لأسباب أخرى أمام العامة مما لا يشكل خطراً على سكان المدينة, في حين لم يتمكن أحد من فهم الإشعاعات القوية الصادرة عن القنصلية الإسرائيلية. ووصف التقرير هذه الإشعاعات التي التقطتها طائرات الهليكوبتر التي قامت بالمسح أنها "مرتفعة إلى حد مثير للدهشة"، إلا أن المسؤولين في وزارة الأمن الوطني رفضوا التعليق على نتائج التقرير الذي لم يعمم على نطاق واسع. وكانت جماعات وهيئات بحثية أمريكية ذات صلة قوية بالمخابرات الإسرائيلية وتتخصص في مجال دراسات مكافحة الإرهاب قد دأبت في الآونة الأخيرة على التحذير من قيام منظمات إرهابية باستخدام قنبلة قذرة ضد سكان مدينة نيويورك. وهي التحذيرات كانت أحد الأسباب الرئيسة التي أدت إلى إجراء المسح الإشعاعي من الأصل. القسم الدولي/ سي أن أن