من بين أكثر المداخلات إثارة خلال الجلسة الصباحية أمس بمجلس قضاء البليدة، مداخلة المحامي بن تونس محمد الذي رافع في حق مؤسسة فندق الأوراسي الذي تأسس كطرف مدني في فضيحة القرن ضد عبد المومن خليفة الرئيس المدير العام للبنك المحل وشركائه، حيث ذكر هذا المحامي أن مبلغ 18 مليار سنتيم هي قيمة خسائر فندق الأوراسي من فضيحة الخليفة، وهي تمثل الأموال التي أودعها الفندق في البنك بعد أن وقع في فخ الإغراءات التي قدمها مسؤولو البنك المذكور، وخاصة من طرف مدير وكالة الخليفة بنك بالحراش الذي اقترح عام 2001 على مسؤولي الفندق ايداع أمواله في بنك الخليفة. غير أن وجه الإثارة في تدخل المحامي الذي رافع في حق فندق الأوراسي يكمن في أنه أثار المشاعر داخل القاعة عندما تحدث عن الوجه الآخر من الضرر الذي تسببت فيه فضيحة الخليفة والذي لا يمكن تعويضه بالمال، حيث قال أنه بعيدا عن لغة الأرقام فإنه لا أحد يمكنه أن ينكر أن هناك الكثير من المواطنين أصيبوا بأمراض مختلفة بسبب هذه الفضيحة، وقال إن الكثير من المواطنين الذين ضاعت أموالهم في بنك الخليفة منهم من أصابه الجنون (هبلوا) ومنهم من أصيب بداء السكري وأمراض أخرى ناجمة عن فقدان كل ما كانوا يملكون بسبب إيداع أموالهم في بنك الخليفة، وأضاف المحامي بن تونس محمد قائلا: "لا أريد أن ألعب بالمشاعر، لكن هذه هي الحقيقة"(!؟) ولعل هذه الحقيقة هي التي أكدها عدة محامين آخرين رافعوا لصالح مواطنين أودعوا كل أموالهم في الخليفة بنك عبر مختلف وكالاته عبر الوطن، ومنها أحد المحامين الذي تحدث عن حالة موكله الذي قال إنه يعاني من أزمة نفسية حادة بسبب خسارته لحوالي 20 مليون سنتيم كانت تمثل كل الأموال التي يملكها والتي ذهبت هباء، الأمر الذي جعل هذا المواطن يعيش الوضع الذي هو عليه الآن ويعجز عن اتمام مسكنه، في حين عبر محام آخر وهو الأستاذ محفوظ محمد، عن الضرر النفسي والصحي الذي سببته فضيحة الخليفة لبعض المواطنين بقوله: "الشعب الجزائري برمته أصابه الضرر من فضيحة الخليفة". وقد كانت جلسة تأسس الأطراف المدنية صباح أمس أمام محكمة الجنايات بالبليدة، فرصة للمحامين الذين تابعوا وقائع المحاكمة منذ اليوم الأول، فرصة لهم لتلخيص الأضرار الناجمة عن هذه الفضيحة، وذلك ما ذكره الأستاذ بن تونس محمد الذي قال أن الإستنتاجات العامة تتمحور أولا أن هذه الفضيحة هي قضية خطيرة أضرت بدرجة أولى بالإقتصاد الوطني الذي فقد خلالها آلاف الملايير، زيادة على الضرر الكبير الواضح والمتمثل في الإفلاس المادي للكثير من المؤسسات وحتى الأشخاص، أما الضرر الرابع فهو الإنعكاسات الصحية لبعض الأشخاص الذين يوجد منهم من أصيب بالجنون وآخرين بالسكري وغيرها من الأمراض، إضافة الى هذه الأضرار يذكر المتحدث خلال مرافعته أن فضيحة القرن كان لها صدى سلبي على مستوى الرأى العام الوطني والدولي. محكمة البليدة: نسيم لكحل: [email protected]