مكنت اعترافات الإرهابي فرحات بن دركوش الذي سيقدم للمحاكمة بداية شهر مارس المقبل، من كشف كثير من الحقائق عن نشاط أمراء الجماعة السلفية للدعوة والقتال بين الجزائر ومالي، خاصة فيما تعلق بالعمليات الإرهابية وشراء الأسلحة والذخيرة، عن طريق شبكة من المهربين تعمل عبر تراب بلدان الجوار. فحسب المقال الذي نشرته جريد "لوجور دالجيري" أمس يكون تخطيط هؤلاء، حسب ما أقر به الموقوف وجاء في قرار إحالته على محكمة الجنايات، قائما أساسا على سرقة المال والسيارات في الحواجز المزيفة، لتبادلها بالأسلحة والذخيرة مع مهربين ينشطون بمالي، بإشراف مباشر من مختار بلمختار (المدعو بلعور) أمير المنطقة التاسعة للجماعة السلفية للدعوة والقتال، وعمار صايفي (المدعو عبد الرزاق البارا) بالتشاور مع حسن حطاب الأمير الوطني السابق للجماعة. وحسب ما يشير إليه القضاة في قرار الإحالة، نقلا على نفس الجريدة دائما، فإن الإرهابي بن دركوش التحق بصفوف الجماعات المسلحة سنة 1995 بمنطقة جبل بوكحيل بالجلفة، ويكون قد تدرب هو وآخرون تدريبا عسكريا ونظريا على أيدي 7 ليبيين، قتلوا فيما بعد من طرف عناصر مسلحة سنة 1998، وبعد تمكنه من استعمال السلاح نقل إلى كتيبة "جنود الرحمن" بمنطقة الخزة بلدية مسعد تحت إشراف واحد يقال له بشير، حيث قام هو وزملاؤه خلال تلك الفترة بإقامة الحواجز المزيفة بين مسعد والقايد لتجريد ضحاياهم من المال، كما قاموا سنة 1996 بمهاجمة بعض سكان قرية الكرمة بالمسيلة. وحسب اعترافاته فإنه هو ومن معه ظلوا على ذلك النشاط بمنطقة بوكحيل، إلى أن انتقل بن دركوش، الذي نصب أميرا للمنطقة، و35 إرهابيا إلى النيجر وبحوزتهم 7 مسدسات أوتوماتيكية وبندقية وقنابل تقليدية، وقبل وصولهم إلى تمنراست أقاموا حاجزا مزيفا استولوا من خلاله على 3 شاحنات و3 سيارات قطعوا بها الحدود الجزائرية - النيجرية أين التقوا مختار بلمختار الذي توسط في تزودهم بالسلاح والمواد الغذائية وبقوا في المنطقة مدة 9 أشهر، الوقت الكافي لبيع الشاحنات والسيارات، وبثمنها اشتروا رشاشات من نوع كلاشنكوف وذخيرة متنوعة، وبعد إبرام الصفقة اتصل بلعور عن طريق هاتف خلوي "ثريا" بحسان حطاب ليطلب منه إرسال عناصر تتكفل بنقل الأسلحة إلى الجزائر، وعاد بن دركوش بعدها إلى منطقته بوكحيل وأقام في طريقه حاجزا مزيفا استولى من خلاله على سيارتين من نوع تويوتا. سنة 2000 أرسل حطاب عناصره لاستلام 7 مسدسات أوتوماتيكية وكمية من الذخيرة، وخلال نفس السنة أيضا أرسل بلعور بن دركوش إلى المنطقة الخامسة للجماعة لتسليم عدد من البنادق الرشاشة من كلاشنكوف لعبد الرزاق البارا ورسالة يطلب فيها من هذا الأخير التنسيق في العمليات الإرهابية وبقيت المجموعة تنشط في منطقة تاقدة بباتنة ويقيمون الحواجز المزيفة. ومن خلال اعترافاته تقول الجريدة، كشف الإرهابي كثيرا من الحقائق بخصوص عمليات إرهابية ارتكبت في منطقة أوستيلي بباتنة منها اغتيال عناصر الدفاع الذاتي وعناصر الأمن والاستيلاء على أسلحتهم، وكذلك في عمليات أخرى مع عناصر الجيش الوطني الشعبي، وفي واحدة منها أصيب بن دركوش في انفجار لغم دسه الارهابيون تحت الأرض وبترت رجله في تلك المرة، لينقل بعدها إلى جبل الأبيض بتبسة ضمن كتيبة "المبين"، أين واصل نشاطه الى غاية 2003، لينقل بعدها إلى صحراء خنشلة، ومنها إلى دائرة جامعة سنة 2004 أين واصل النشاط، وكان مختار بلمختار يزودهم بالأسلحة من مهربي مالي مقابل السيارات والمال الذي كانوا يستولون عليه من الحواجز المزيفة. ومن ضمن التهم التي تنسب إليه يكون الإرهابي، قد شارك في الهجوم الذي قام به عناصر الجماعة السلفية للدعوة والقتال ضد ثكنة لمغيتي بموريتانيا، لكن كثيرا من تلك التهم نفاها فرحات بن دركوش عند سماعه من قبل قاضي التحقيق لدى محكمة سيدي امحمد سنة 2006، بعدما ألقى عليه الدرك المالي القبض سنة 2005. وقد حمل ملف المتهم الذي أحيل على محكمة سيدي امحمد بتاريخ سبتمبر 2006 نشاطا إرهابيا ممتدا بين سنوات 1995 و2000 وقد شارك في عدة عمليات للقتل الجماعي للمواطنين في حواجز مزيفة وهجومات على قرى معزولة، كما شارك في كمائن نصبت لعناصر الجيش من قبل المجموعات الإرهابية، و يثبت الملف حسب الجريدة ايضا مشاركته في الهجوم على الثكنة الموريتانية. غنية قمراوي: [email protected]