إستدعت مصالح الأمن، الشباب الذين عادوا من العراق أواخر السنة الماضية، بعد إلتحاقهم في وقت سابق بجبهة القتال في العراق عند بدء العدوان الأمريكي، قالت مصادر أمنية ل"الشروق اليومي"، إنه تم التحقيق مع بعض هؤلاء الذين عادوا إلى منازلهم قبل أشهر ولم يكونوا محل بحث من طرف مصالح الأمن، وتم سماع أقوالهم على محضر سماع عند عودتهم إلى التراب الوطني، وكشفوا خلال تصريحاتهم عن نشاطهم هناك وأسباب تراجعهم التي تتمثل أساسا في "غموض الأمور. خاصة فيما يتعلق بهوية الجماعات المسلحة التي تنشط هناك، وبروز حرب طائفية تجهل الأطراف التي تقف وراءها"، لكن أهم المعلومات التي توصلت إليها مصالح الأمن التي تشتغل على هذا الملف، أن أغلب الشباب الذي عادوا من العراق، خضعوا لتدريبات على القتال في معسكرات خاصة، وكان العديد من الجزائريين قد خضعوا لمدة 6 أشهر إلى التدريب على العمليات الإنتحارية وصنع متفجرات من بينهم شباب وبطالين تتراوح أعمارهم بين 17 و35 عاما، تخوف الأجهزة الأمنية من محاولات الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي حولت تسميتها إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إستغلال هؤلاء الشباب على خلفية أنهم مدربون ويملكون خبرة، وقد ضبطت مصالح الأمن إتصالات تمت مع بعض العائدين في هذا الإتجاه، ويوظف التنظيم الذي يتزعمه أبو مصعب عبد الودود ورقة إلتحاقه بتنظيم القاعدة، لإقناع الجيل الجديد من الإرهاب الناقم على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، للإلتحاق بصفوفها، وتفعيل النشاط الإرهابي، خاصة وأنه صعد من نشاطه ضد أفراد الأمن، في محاولة لإستقطاب مجندين جدد، وكانت تعتبر هذه السياسة، إستيراتيجية التنظيمات الإرهابية في بداية نشاطها قبل إستهداف المدنيين. وأضافت مصادر أمنية، أن مصالح الأمن فتحت تحقيقا موازيا في الإختفاءات الغامضة، مؤخرا للعشرات من الشباب الذين أشارت معلومات سابقة إلى إحتمال إلتحاقهم بشبكات القتال في العراق، لكن مصالح الأمن لا تستبعد أن يكونوا قد إلتحقوا بالجماعات الإرهابية، من بينهم مقيمين بالوادي، ورقلة، باتنة، البليدة، العاصمة، بومرداس، البويرة، حيث تم إبلاغ عائلاتهم بهذا الإحتمال . وأغلب هؤلاء الشباب لا تتجاوز أعمارهم 30 عاما، توصلت التحريات بشأنهم، أنهم كانوا كثيري التردد على المساجد والحلقات ومن المتتبعين للعدوان على العراق وفلسطين، وتم العثور في غرفهم على أقراص مضغوطة تشيد بالمقاومة وتتحدث عن الجهاد في الشيشان. نائلة.ب:[email protected]