تستعد قافلة مساعدات إنسانية أوروبية للدخول للتراب السوري عن طريق لبنان، منتصف مارس القادم، محملة معها عشرات الأطنان من المساعدات للشعب السوري المتضرر جراء الأحداث التي تمر بها سوريا على مدار أكثر من 10 أشهر. أكد زهير أبازيد، أمين سر المجلس الإسلامي الأعلى في سوريا، في تصريح للشروق، أن "قافلة الحرية 2" ستحمل معها 12 طنا من الأدوية، و40 طنا من الأغطية كما ستحمل أكثر من 20 طنا من الألبسة، قادمة من فرنسا وستتوجه لسوريا عن قريب، عن طريق لبنان، وأضاف أن المساعدات ساهمت فيها جمعيات خيرية فرنسية، والجالية السورية في أوروبا، وأبدى المتحدث تخوفا من اعتراض مسارها وعرقلتها من "قبل شبيحة النظام السوري في لبنان"، وعن كيفية وإمكانية إدخالها للشعب السوري المتضرر بالداخل، خاصة وأن الجيش السوري يسيطر على المناطق الجديدة مع كل من تركيا، الأردن ولبنان، فقد أوضح أن للنشطاء السوريين طرق أخرى لإدخالها. وتأتي هذه القافلة المواكبة للذكرى الأولى لانطلاق الثورة السورية، بعد فشل القافلة الأولى منذ أشهر، بسبب منع أعضائها من قبل السلطات السورية، وفي هذا السياق قال المتحدث الرسمي باسم حملة كسر الحصار على سوريا، مؤيد إسكيف، لوسائل إعلام، "إنه بعد يومين على انتهاء الاعتصام والإضراب، الذي قام به المشاركون في القافلة السابقة التي تم منعها من دخول سوريا من قبل الأمن التركي، بالقرب من الحدود "السورية-التركية"، احتجاجًا على منعهم من الدخول من قبل النظام السوري، بدأنا نستعد لإطلاق قافلة ثانية في منتصف مارس المقبل"، مضيفا "رغم فشل القافلة الأولى في الدخول، إلا أنها حققت جزءًا كبيرًا من أهدافها، رغم مواجهتها الصعاب"، وفيما يتعلق باعتراض الأمن التركي للقافلة، أكد إسكيف أن الأمن لم يعترض القافلة، "بل كان يحمينا من أتباع النظام السوري، الذين انتشروا في مدينة كلس"، وأوضح أنه اقترح مكانًا للتجمع، لحماية القافلة من أي اعتداء، وتم تشكيل وفد من منظمي القافلة والمشاركين فيها لمفاوضة سلطات الحدود السورية للدخول، لكنهم رفضوا بحجة عدم وجود تنسيق مسبق مع هيئات إغاثة ومؤسسات رسمية سورية، وأشار إلى أن المطلوب هو دخول نشطاء ومساعدات رمزية، وأن النظام سمح بدخول أجانب بشكل فردي، لكنه رفض دخول القافلة بشكل جماعي، أو إدخال وسائل الإعلام وأعضاء الجمعيات الحقوقية المشاركة، ونفى المتحدث ما أشيع عن أن الناشطين المشاركين في القافلة يتبعون تيارًا سياسيًا أو دينيًا معينًا، وقال إن "بعض الشخصيات السياسية تعمل على عرقلة قافلة الحرية إلى سوريا، لكن المنظمين مؤمنون بأهدافها، وبضرورة تحقيقها، ولن يستسلموا".