هاجم الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، محمد عليوي، سياسة الحكومة المنتهجة في تسيير الملف الفلاحي، واعتبر أن الاضطرابات الجوية الأخيرة وموجة البرد، كشفت عيوبا في الإستراتيجية المتبعة، منها سوء توزيع مخازن الحبوب والخضروات والفواكة، وتمركزها في الشمال، مما ألحق الضرر بباقي مختلف مناطق البلاد. أكد محمد عليوي أن قيادة اتحاد الفلاحين، خلال اللقاء الذي جمعها بالرجل الثاني في الدولة ورئيس لجنة الحوار والإصلاحات، عبد القادر بن صالح، الصائفة الماضية، قدمت دراسة بشأن الملف الاقتصادي ورؤيتهم حول كيفية النهوض بقطاع الفلاحة، "غير أن الدولة ليست مقصرة لكن يجب عليها الاستفادة من رأي الفلاحين". وكشف علوي، في تصريح ل"الشروق"، عن وجود ارتجالية في تسيير القطاع الفلاحي، بعيدا عن أهل الاختصاص والفلاحين، وقال "قدمنا دراسة عن الفلاحة لبن صالح في لجنة الحوار غير أن الواقع أثبت استمرار العمل بالتعليمات الفوقية الصادرة عن كل وزير، دون مراعاة آراء الفاعلين في القطاع". وأضاف "يجب وضع خطة قبلية لتسيير القطاع الفلاحي على مدى 50 سنة للخروج من الورطة، وكان يفترض أن يعوض الجنوب الشمال، في حال وقوع الكارثة وانقطاع الطرقات، بحكم أن الجنوب حرارته مرتفعة مما يجعل المنتوج يتوفر باكرا"، مضيفا "وها نحن حاليا في طوارئ متتالية من معالجة الإرهاب وديون الفلاحين ونفوق المواشي، ثم هذه الكارثة الأخيرة وما نجم عنها من آثار كبيرة على الإنتاج الحيواني والنباتي معا، وأثرت موجة البرد بشكل كبير على البسطاء منه على الأغنياء". وقد شرع اتحاد الفلاحين في إحصاء الخسائر، الناجمة عن الاضطرابات الجوية والتقلبات المفاجئة، التي عزلت العديد من الفلاحين وحطمت بيوت آخرين، فيما سجل المئات منهم نفوق مواشيهم بسبب البرد وانهيارات لأسقف الاصطبلات. وبخصوص أهم ما انجر عنه، قال عليوي "إن الثلوج والأمطار المسجلة لم تعرفها الجزائر منذ أكثر من 50 سنة، ولا الدولة ولا الفلاحين كانوا مستعدين لمواجهة هذا التغير المفاجئ في الطبيعة"، مضيفا "تحطمت الأشجار والبيوت والمساكن وهلكت المواشي، وبولاية عين الدفلى مثلا، أكثر من 50 فلاحا تكسرت أشجارهم واقتلعت حتى من الجذور وخسر فلاحون آخرون مشاتلهم، وانهارت اسطبلات على رؤوس المواشي والأبقار، كما انهارت المساكن"، موضحا أن حالات نفوق الدجاج سجلت بشكل كبير بسبب انقطاع الكهرباء على المداجن. وأعاب المتحدث على السلطات عدم التفكير في توزيع المخزون الاستراتجي من الفواكه والخضار والحبوب والغاز، بشكل عادل بين مختلف جهات الوطن، لتفادي حالات العزلة التي فرضتها الطرق المقطوعة بسبب الثلوج، وقال "لمسنا انفصال الشمال عن الهضاب العليا وعن الجنوب، نظرا لتمركز مخازن الإنتاج في جهة واحدة كتمركز ديوان الحبوب في الشمال وبميناء العاصمة فقط، حيث لم يفلح الفلاحون من الحصول على المواد العلفية". وقال عليوي "إن تدخل صندوق تسيير الكوارث يخول للولاة إعلان منطقة منكوبة، وهناك ولايات تضررت، فيما حمل سونلغاز مسؤولية الأضرار التي لحقت بعض الفلاحين، مؤكدا أن الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي سيعاين عن طريق خبراءه ويتم التعويض قانونيا للمشتركين، غير أن غياب ثقافة التأمين ستجعل 170 ألف فلاح فقط معنيا بالتعويض من أصل مليون و200 فلاح.