دعا الشيخ عباسي مدني رئيس جبهة الإنقاذ المحلة من مقر إقامته بالدوحة القطرية إلى مقاطعة الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها شهر ماي المقبل، في الوقت الذي حذر من تدخل تنظيم القاعدة في شؤون الجزائر الداخلية بعد التفجيرات الأخيرة ، لكنه رغم ذلك دعا إلى توفير " إقامة محترمة" لعناصر هذا التنظيم من باب الأخوة ! و بشأن الانتخابات المقبلة، وصف عباسي في حوار أجرته معه صحيفة "الشرق" القطرية و نشر أمس الاثنين، هذا الموعد ب" الخدعة البوليسية" التي يستخدمها وزير الداخلية زرهوني لممارسة المزيد من الاستئصال، وفي رده على سؤال يتعلق بوجود خلاف في مواقف قيادات الفيس حول مسألة المشاركة في الانتخابات المقبلة، قدر عباسي أن " الجبهة باقية على مبادئها، لكن هذا لا يمنع أن السلطة تستطيع أن تجد بعض الأشخاص ممن ظهروا ولكنهم يورطون إلى نقيض ما تدعو إليه مبادئها والتزاماتها التاريخية"، وذلك في إشارة إلى رابح كبير و مدني مزراق. و انتقد الشيخ عباسي الذي حصل على جواز سفره بعد تدخل شخصي من الرئيس بوتفليقة، سياسة المصالحة الوطنية واصفا ميثاق السلم بأنه " عار في تاريخ هذه السلطة "، و بأن نصوص المصالحة كانت " ميثاقا للحرب وليس للسلم"، على حد تعبيره. أما في ما يخص التطورات التي تشهدها البلاد على الصعيد الأمني في المدة الأخيرة، فقد تطوع الشيخ عباسي ل" يرحب" في الجزائر نيابة عن أهلها، بعناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، موجها تحذيراته لقيادة هذا التنظيم من مغبة التدخل في شؤون الجزائر، على خلفية عدم علم أيمن الظواهري بحقيقة الوضع في الجزائر، ومن ثمة عدم تقدير عواقب مثل هذا التدخل، و بالنسبة لعباسي فإن "القضية الجزائرية التي وصفها بأنها سياسية لا تحتاج حلا أمنيا كالذي تتبناه القاعدة في مواجهة السلطة". وواصل عباسي قائلا " نحن لا نرضى بتدويل القضية الجزائرية إن عن طريق القاعدة وإن عن طريق الأمريكان، كما نرفض أن تأتي أمريكا لتضرب إخواننا في بلادهم ولا نرضى في الوقت نفسه لإخواننا في القاعدة أن يجعلوا الجزائر ميدانا لمصارعتهم هنا، علما أن الاحترام المتبادل بين المسلمين هو المطلوب بأن نراعي المصالح المشتركة". و بخصوص ما راج مؤخرا حول رغبة واشنطن في إقامة قاعدة عسكرية في الجزائر، أشاد عباسي مدني بموقف وزير الخارجية محمد بجاوي المدعوم بموقف كل الشعب الجزائري الرافض لمثل المحاولات بحسبه. رمضان بلعمري:[email protected]