دعا عباسي مدني، الرجل الأول في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة، الشعب الجزائري إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في التاسع أفريل، واصفا إياها بأنها "وسيلة لتكريس الواقع المتعفن"، حيث من شأنها الإبقاء على نظام الحكم الحالي في البلاد• وقال عباسي مدني في بيان له وجهه من الدوحة إلى الشعب الجزائري" أيها الشعب الجزائري، إننا نناديك في هذا الموقف التاريخي العظيم لمقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة"، وأضاف رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة، المقيم منذ بضع سنوات في الدوحة، أن الانتخابات "صارت في الجزائر وسيلة لتكريس الواقع المتعفن والإمعان في طريق الفساد المتفاقم"• وقال البيان إن "الجزائر تسير من سيئ إلى أسوإ بلا نهاية، حيث تبين أنه لا سبيل لوضع حد لهذه الحال إلا بتغيير النظام في أقرب وقت ممكن لإنقاذ ما تبقى إنقاذه من خيرات البلاد المهدورة واسترجاع السيادة المغتصبة"• ثم واصل قائلا "إن الأزمة المالية العالمية التي تضاف إلى الأزمة الاقتصادية الداخلية الناتجة عن سوء التسيير والنهب والابتزاز، ستزيد الأوضاع تفاقما"، معتبرا أن "مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة هي الوسيلة المشروعة الوحيدة التي بقيت للشعب ليعبر من خلالها عن رفضه لأوضاع التردي إلى ما لا نهاية"• ويعتبر موقف عباسي مدني مطابقا للموقف الذي صدر عن أحزاب الأرسيدي والأفافاس والنهضة إلى حد ما، الذين قرروا مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة، معتبرين إياها "انتخابات مغلقة ولا مجال فيها للتنافس مادام الرابح معروف"، كما رفضت العديد من الشخصيات الوطنية المعروفة المشاركة في مثل هذه المواعيد الانتخابية على غرار سعد عبد الله جاب الله، الذي امتنع عن المشاركة وفضّل العمل على لمّ الشمل وإعادة بناء حركة النهضة وتوحيد التيار الإسلامي• وهو ما وسع من هواجس العزوف عن الانتخابات لدى الأحزاب والسلطات العمومية، في حين تتوقع أطراف أخرى أن تكون المشاركة كبيرة باعتبار أن المقاطعين لا يمثلون عمق الجزائر وعموم الشعب، فضلا عن عدد المترشحين للتنافس على قصر المرادية• ويأتي تصريح عباسي مدني غير المتوقع في نظر المهتمين نظرا لعلاقته السابقة بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة وظروف تنقله من الجزائر إلى الدوحة التي أثارت الكثير من الجدل، في الوقت الذي أودع 11 مترشحا ملفهم لدى المجلس الدستوري للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في التاسع من شهر أفريل، بينهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة•