...ودائما خلف الزجاج المربّع صباح الخير. عن أي صباح تتكلمون وعن أي خير أيضا تتكلمون... إصغوا جيدا... الصباح يتكلم بنفسه والخير أيضا يتكلم عن نفسه... ونحن... نحن طبعا لا نجد من يتكلم علينا. أفواهنا لم تعد صالحة سوى للمضغ... حتى نسكت جوعنا أو يسكتنا هو... المهم القوي يسكت الآخر. عكسكم أنتم... أفواهكم "الله يبارك" هذه الأيام جاهزة للكلام فقط.. كلام في كل الاتجاهات... كلام في كل شيء... في أجل إشباع آذاننا الوسخة... تزيدونها وسخاً وتزيدوننا حتما قلقا وألما ووجعا... أفواهكم ستترك مفاوضات المصالح الخاصة إلى حين... ستضعها إلى جانب... الأولوية الآن للتحدث عن المصالح العامة، طبعا أنتم تؤدون أدواركم فقط... تتكلمون من أجل إقناعنا أن الحياة بخير وأن خيراتكم ستعمّ علينا لكن ليس قبل أخذ "أصواتنا"... وأنتم تدركون مسبقا أن "أصواتنا" مبحوحة وأنوفنا مزكومة وأضراسنا مسوسة وجيوبنا مثقوبة وأجسادنا بها كل علل الدنيا، بما فيها علّتكم أنتم.. لا يهمكم هذا... نعرف... لكن رغم ذلك أدوار المسرحية كلها يجب أن تؤدى على أحسن حال وبجمهور كبير يصفق، يصفّر، يصرخ، يهتف لكم بطول العمر وعمر الطول. واصلوا تكميم أفواهنا... ولنواصل نحن بوحع الصمت المتابعة خلف الزجاج المربّع... بقلم: سميرة قبلي