بشكل منفرد وأحادي قررت إسرائيل فتح جبهة غزة باستهداف الأمين العام للجان المقاومة الشعبية زهير القيسي مع أحد أبرز مساعديه الشهيد الأسير المحرر والمبعد محمود حنني من نابلس بالضفة الغربية في عملية اغتيال للرجلين أثناء سيرهما بسيارة في حي تل الهوى غرب مدينة غزة. وبسرعة اعترف جيش الاحتلال بعملية الاغتيال تحت مبرر أنها منعت عملية كان يخطط لها الشهيد القيسي على الحدود المصرية الاسرائيلية. ثم تطور التصعيد لترتفع حصيلة شهداء العدوان المتواصل على قطاع غزة من مساء الجمعة حتى ظهر السبت إلى 13 شهيدا وأكثر من 20 جريحا منهم 3 وصفت جراحهم بالخطيرة جدا. وأعلنت سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أن 10 من الشهداء ينتمون لمجموعاتها المقاومة، ارتقوا في عمليات اغتيال متفرقة وهم الشهداء محمد الغمري ومحمد حراره وعبيد الغرابلي وحازم اقريقع ومعتصم حجاج ومصعب حجاج ومحمد المغاري ومحمود نجم وفايق سعد وشادي السيقلي. وأكد المتحدث باسم سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أبو أحمد ل "الشروق اليومي" أنه لا يمكن القبول بمعادلة التهدئة مقابل القتل، معادلة القتل الصهيوني مقابل صمت المقاومة، وأن معادلتنا هي القتل مقابل القتل والرد مقابل العدوان، وهي معادلة استراتيجية وهي خطة سرايا القدس المعلنة، مبينا أن السرايا لن تقف مكتوفة الأيدي أمام استباحة الدم الفلسطيني أي كان سواء من حركة الجهاد الاسلامي أو فصائل المقاومة، موضحا أن التهدئة مع الاحتلال ماتت مع أول صاروخ أطلق ضد قطاع غزة محملا الاحتلال مسؤولية هذا التصعيد. ودعا أبو أحمد كل من يريد العودة لمربع التهدئة، ويدعو لذلك أن يذهب للاحتلال من أجل لجمه، حتى لا تبقى التهدئة عبارة عن توافق فلسطيني داخلي يسمح للاحتلال بخرقه متى شاء. وفي ذات السياق أعلنت سرايا القدس عن قصف مدن الاحتلال ب20 صاروخ جراد و20 صاروخ قدس و3 صواريخ 107 و6 قذائف هاون حتى ظهر يوم أمس السبت. بدوره قال أبو مجاهد الناطق باسم اللجان إن الاحتلال الإسرائيلي بدأ بهذه الجريمة النكراء في حق قادة المقاومة الفلسطينية، وبدأ باختراق التهدئة وعليه تحمل التبعات، معلنا أنه لا حدود لرد المقاومة هذه المرة. ودعا أبو مجاهد في تصريح ل"الشروق اليومي" كل الفصائل أن تقف عند مسؤوليتها أمام التهدئة الملعونة التي نقدم فيها خيرة قادتنا قربانا للتهدئة. وقال أبو مجاهد:"نحن ندعوا أن يكون ردا من جميع الفصائل حتى يعلم الاحتلال أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال الاستفراد بأي فصيل على حساب الفصيل الآخر". من جانبها أطلقت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية حملة عسكرية "صاح النفير ثأراً للأمين" للثأر لشيخها القائد وأمينها العام زهير القيسي والقيادي محمود حنني، معلنة مسؤوليتها عن إطلاق العشرات من الصواريخ باتجاه مواقع وبلدات إسرائيلية. هذا وتوّعدت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس من جانبها الاحتلال بالرد على جرائمه التي يرتكبها بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وقادة المقاومة في غزة. هذا وأدانت جمهورية مصر الاعتداء الإسرائيلي على فصائل المقاومة الفلسطينية ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى. إلى ذلك اعترفت مصادر إسرائيلية بإصابة أكثر من 8 إسرائيليين، كما أعلن جيش الاحتلال حالة التأهب القصوى في جنوب إسرائيل، وأصدرت الجبهة الداخلية قراراً يطالب جميع البلدات القريبة من قطاع غزة بالنزول إلى الملاجئ تحسبا لقصف فصائل المقاومة الفلسطينية.