أقدمت السلطات المحلية ببلدية مغنية عشية الخميس على فتح بيت عزاء بمقر البلدية القديمة لاستقبال المعزين في الرئيس السابق الراحل أحمد بن بلة، ويرتبط المقر القديم للبلدية الذي يعود تاريخ إنجازه إلى القرن ما قبل الماضي بذكريات تكتنزها عقول كبار أبناء المدينة، الذين أكدوا أنهم لم ينسوا ذلك اليوم الذي أطّل فيه الرئيس من شرفتها، رفقة كبار الثوار كتشي غيفارا وسليمان الحص وغيرهم من الشخصيات التاريخية الذين تدربوا في ثكنة المدينة. كما تحرك عدد من أبناء المدينة لإقامة مراسيم عزاء على الطريقة المغناوية، حيث أوضح عبد الحميد بوحسون أن الرئيس كان في حياته إنسانا متواضعا وأحب مَغنية بعاداتها وتقاليدها، وظل وفيا لها وهو ما جعلهم يتحركون من أجل إقامة مراسيم عزاء عادية بالمسجد الكبير بوسط المدينة، أين سيقرأ حفظة القرآن كلمات بينات من القرآن الكريم على روح الفقيد الطّاهرة، كما سيتم إطعام الزوار وعابري السبيل بالكسكسي المغناوي. أحمد بن بلة الذي أجمعت وسائل الإعلام العالمية على التأكيد أنه رحل قبل أن يشهد خمسينية إستقلال بلده، يؤكد المغناوة أنه رحل قبل أن تكتمل فرحته بارتقاء مدينته إلى مصاف الولايات، وقبل أن يتجسد مشروعه في إقامة منارة علمية بزاوية سيدي محمد الواسيني التي كان السي أحمد هو أول من تبرع بمبلغ مالي هام من أجل ترميم الزاوية وبناء صرح علمي بها لتحفيظ القرآن، لتكون منارة في شمال إفريقيا، لكن الجمعية التي أسست لهذا الغرض عجزت عن توفير المبلغ اللازم ورغم أن رئيس الجمهورية الحالي عبد العزيز بوتفليقة تدارك الأمر تبنى الفكرة من خلال تخصيص غلاف مالي بالملايير لإنجاز هذا الصرح الثقافي، إلاّ أنه ولحد الساعة يبقى حبرا على ورق.