تزايد اهتمام شراء المنارات بمدينة مليانة والمناطق المجاورة لها لما تشكّله من رمزية في إضفاء البهجة ورسم ونسج الألفة بين أفراد العائلة الواحدة رغم كثافة الثلوج وانخفاض محسوس لدرجة الحرارة بعدما فرّقتهم الظروف ويسترجعون من خلالها السكان قصص الماضي وذكريات وعادات لازالت راسخة لحد الآن رغم مرور الأزمنة والسنوات· عادت المنارات بمليانة رغم تقلّبات الطقس وكثافة الثلوج المتساقطة التي عزلت المنطقة لمدّة 3 أيّام كاملة احتلّت مكانها (المنارات) في البيت معلنة عن انطلاق الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، كما عكف كلّ حي من أحياء هذه المدينة العتيقة التي يعود تاريخ نشأتها إلى العهد العثماني بالجزائر على صنع منارات كبيرة الأحجام يشارك فيها أبناء الأحياء في سباق محموم تظهر فيه اللمسة الفنية لكل حي ويؤكّد عمي جريدي أحد أبرز الحرفيين بمنطقة مليانة أن بداية الاهتمام بصنع المنارات بالمنطقة يبدأ التحضير له قبل 3 أشهر من الآن عن طريق جمع الألواح الخشبية والمستلزمات التزبينية تأخذ أشكالا متنوّعة كأساطيل البحرية تعبيرا عن القوة العسكرية الجزائرية إبّان العهد العثماني أو على شكل مساجد وصوامع ومساجد ويشير إلى أن لكل بيت منارة، كما توجد لكلّ حي منارته الخاصّة التي يتنافس أبناء كلّ حي على إعدادها في شكل مميز· ويذكر ذات المتحدث أنه يقوم بمساعدة كل من يرغب في صناعة منارة، كما يعكف هو الآخر مع مطلع كل مولد على صناعة ما يزيد عن 300 منارة يبيعها بأسعار رمزية للزوّار القادمين من العاصمة والبليدة وأبناء المنطقة تحديدا من أجل الحفاظ على العادات والتراث المنطقة· وقد تزايد الاهتمام بشراء المنارات يمدينة مليانة والمناطق المجاورة لها لما تشكّله من رمزية في إضفاء البهجة ورسم ونسج الألفة بين أفراد العائلة الواحدة رغم كثافة الثلوج وانخفاض محسوس لدرجة الحرارة بعدما فرّقتهم الظروف ويسترجعون من خلالها السكان قصص الماضي وذكريات وعادات لازالت راسخة لحدّ الآن رغم مرور الأزمنة والسنوات، كما تعبّر عن مدى رمزبة المنارة في جمع شمل السكان في عادة متجذرة منذ القدم ويعود الفضل في بقائها إلى السيد قسطا علي وهو ابن مدينة مليانة، حين بادر إلى صنع منارة بشكل باخرة ذات مدافع (إشارة منه إلى الأسطول البحري الجزائري الذي كان له صيت كبير في البحر المتوسط) بطول مترين ونصف مزينة بمختلف أدوات الزينة وتوجه بها في موكب جماهيري كبير بأناشيد دينية تسمى (الجلالة) أمام مقرّات السلطات الاستعمارية ووصل بها إلى غاية ضريح الولي الصالح سيدي أحمد بن يوسف· وتختزل منارة مليانة عادات وتقاليد تعود إلى 4 قرون من الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف في هذه البقعة الضيّقة من الأرض التي تتواجد على سفح جبل زكار، وتتّخذ المنارة أشكالا متعدّدة منها على شكل أساطيل بحرّية وتتنوّع أخرى في أشكال مساجد وصوامع ذات دلالات ومعاني عميقة· ويتمّ التحضير للاحتفال بالمولد النبوي الشريف بمستويين الأوّل الشعبي لدى العائلات أمّا الآخر فيتمّ على مستوى رسمي، حيث تتنافس العائلات والأحياء على السواء في صنع هذه المنارات وتخرج منارة الأحياء محمولة باليد أو على عربة بعد صلاة العصر في مسيرات يشارك فيها جموع غفيرة من المشاركين يتقدّمهم سكان الأحياء والمدعوون إلى أن تصل الوفود بعد أن تجوب القوافل أهمّ الشوارع (كاسنبول) (والحديقة) مقام الولي الصالح سيدي أحمد بن يوسف، وفي المكان تقام الصلاة ثمّ ينطلق الحفل بالمدائح الدينية على وقع الزرنة لتوزّع بعدها الحلويات وغيرها من المأكولات والأطباق التقليدية· وتختزل منارة مليانة حسب سكان المنطقة عادات وتقاليد تعود إلى 4 قرون من الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف في هذه البقعة الضيّقة من الأرض التي تتواجد على سفح جبل زكّار الواقعة بالشمال الشرقي لعاصمة الولاية عين الدفلى بنحو 45 كلم تتميّز المدينة بعاداتها وتقاليدها المميّزة، كما تعد دارا للخلافة للأمير عبد القادر أثناء مقاومته للاستعمار الفرنسي·