شُيعت أمس جنازة الشاب (أ . مراد) الذي لقي مساء الجمعة حتفه تحت عجلات القطار السريع ببلدية سيدي لخضر في ولاية عين الدفلى. وبكثير من الأسى روى أفراد عائلته (والدته وإخوته الثمانية) وجيرانهم ل "الشروق" تفاصيل واقعة وفاة الشاب مراد، التي أقل ما يقال عنها إنها قصة من قصص البطولة والشهامة. مراد افتدى بنفسه طفلة لا يتجاوز عمرها ال5 سنوات كانت تلعب على خط السكة الحديدية أين فاجأها القطار السريع وكاد أن يلتهم جسدها الصغير لولا شجاعة الشاب مراد - كما يروي ذلك العديد ممن شهدوا الحادثة، الشاب الذي لم يتجاوز عمره ال28 سنة والذي اعتاد الجلوس إلى أصدقائه بذات المحطة الواقعة بالحي الذي يقطنه، إلا أن هذه المرة اختلفت عن سابقاتها حيث شوهد الشاب وهو يسارع إلى إنقاذ الطفلة التي كانت معرضة للموت تحت عجلات القطار السريع القادم من مدينة وهران في وجهته إلى الجزائر العاصمة، ونجح كما يروي ذلك حارس حاجز المحطة في انتشالها من أمام القطار، في حين عجز عن إنقاذ نفسه بعد سقوطه على ركبتيه محاولا تجاوز أكوام التراب والحجارة المصفوفة بمحاذاة السكة ولم يمهله القطار رغم محاولة سائقه توقيفه الاضطراري. وحسب ما أدلى به حارس حاجز المحطة ل"الشروق" فإن الضحية اعتاد الجلوس مع أصدقائه بالقرب من المحطة القريببة من مسكنه، وقال أنه من الملازمين للمسجد ويوم الحادث صلى صلاة الجمعة وأدى صلاة العصر جماعة، وأضاف الحارس أنه هو أول من وقف على الشاب مراد بعد دهسه حيث وجده رافعا إصبعه وهو يتشهد. وحاولت "الشروق" معرفة هوية الطفلة التي تم إنقاذها إلا أن ذلك لم يتسن وهو اللغز الذي لا زال يحير سكان المنطقة، وقال كل من سألناه بأن الطفلة التي أنقذها الشاب بنفسه رآها العديد ممن كانوا بمكان الحادث قبل مرور القطار ولكن بمجرد وقوع الحادثة اختفت الطفلة ولم يظهر لها أي أثر لحد كتابة هذه الأسطر.