في عملية نوعية لفرقة البحث والتحري للمجموعة الولائية للدرك الوطني بولاية عنابة، تمكنت مصالح هذه الأخيرة ليلة الاثنين إلى الثلاثاء في حدود الساعة العاشرة ليلا، وبعد ساعتين من الحصار والمطاردة والملاحقة الهوليودية، من توقيف رعية ليبي ينحدر من مدينة بنغازي، يبلغ من العمر 49سنة، يقيم منذ مدة طويلة بمنطقة سيدي عاشور غربي عاصمة الولاية عنابة، وذلك بعد عمليات مطاردة وملاحقة على اثر أسابيع من التتبع والتحري والترصد لنشاط وتحركات أفراد شبكة دولية تنشط في مجال تهريب المخدرات عبر الصعيد الإفريقي، وتتخذ من مدينة عنابة مسرحا لأغلبية عمليات التهريب العابرة للحدود، عن طريق الحدود البرية ما بين الطارف والجمهورية التونسية، أو عن طريق البحر وبحسب مصدر الشروق، فان العملية تمت عقب ورود معلومات استخباراتية تفيد بدخول شحنة من المخدرات نوع الكيف المعالج، إلى زعيم العصابة الرعية الليبي، ليتم نصب كمين بعين المكان على مستوى إحدى التعاونيات العقارية بحي سيدي عاشور غير بعيد عن فندق ميموزا بالاس، لكن أفراد العصابة تفطنوا لوحدات الدرك والشرطة، ولاذوا بالفرار إلى ما بين الأحياء الكنية والعمارات ومنهم من تسلل إلى ساحة الفندق في محاولة منهم للهروب، بينما تمكن بعضهم من الفرار نحو غابة سيدي عاشور. مطاردة هوليودية بجوار فندق ميموزا بالاس وبعد مطاردة مطولة تم توقيف قرابة العشرة أشخاص على رأسهم رعية ليبي يدير نشاط هذه الشبكة، بينما ينحدر البقية من مختلف ولايات الوطن، وقد حجز في العملية 100 كلغ من المخدرات، إضافة إلى ست سيارات واحدة من نوع باسات، واثنين من نوع مرسيدس والبقية من نوع رونو، وبعد التحري مع المتهمين تبين تورط عدة عناصر أخرى تمت ملاحقتها ليصل عدد الموقوفين إلى نحو 20 متهما، علما أن العملية جاءت على اثر حجز وحدات الدرك منذ نحو ثلاثة أسابيع لكمية من الكيف المعالج قدرت ب20 كلغ على مستوى حي جبانة ليهود بوسط المدينة، وبناءا على التحريات تم التوصل إلى مدبر هذه العصابة وهو رعية ليبي ينحدر من مدينة بنغازي، وتجذر الإشارة إلى أن التحريات أتبثت بأن هذه العصابة نجحت منذ أشهر في إدخال كميات هائلة من الكيف المعالج إلى عنابة ومن تم تمريرها إلى خارج الوطن، علما أنه من المنتظر تقديم المتهمين نهار اليوم إلى السيد قاضي التحقيق لدى محكمة عنابة. وجذير بالذكر إلى أن سكان منطقة سيدي عاشور وحي وكالة عدل قد عاشوا أجواءا رهيبة وحالات من الفزع طيلة العملية التي استمرت ساعتين وميزتها مطاردات وملاحقات هوليودية بين الأحياء، وشاركت فيها عشرات العناصر من الدرك والشرطة، ظنا من سكان المنطقة أن العملية تتعلق بعملية إرهابية.